في سياق حزبي هام، انعقد المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار، ليشكل محطة لتقييم الأداء الحكومي واستشراف آفاق المرحلة المقبلة.
وقد شهد اللقاء نقاشات مستفيضة حول مختلف القضايا التي تهم الحزب والوطن، مع التأكيد على أهمية الثقة المتبادلة بين الحزب والمواطنين والقيادة السياسية.
وبرز خلال الاجتماع إشادة بالإنجازات المحققة، والتطلع نحو المزيد من العمل لخدمة الوطن. كما تم التطرق إلى التحديات الراهنة وسبل مواجهتها بروح المسؤولية والالتزام.
فيما يلي أهم تصريحات قادة حزب الحمامة امام اعضاء المجلس الوطني للحزب:
رئيس الحزب عزيز أخنوش: نفتخر بالنبوغ الملكي ونقدر التماسك الأغلبي ونعد المواطن الالتزام بوعودنا
أكد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، على الإيجابيات الاقتصادية التي حققتها الحكومة، مشيراً إلى ارتفاع الاستثمارات الأجنبية بـ 180% ونمو اقتصادي بلغ 4.2% في الربع الثالث من 2024. وأضاف أن الحكومة نجحت في تحقيق توازن بين الإمكانيات والطموحات التنموية، بفضل الرؤية الملكية.
كما استعرض أخنوش في كلمة بالمجلس الوطني للحزب تحسن موارد الميزانية، مع ارتفاع المداخيل الجبائية وتحويلات المغاربة بالخارج ومداخيل السياحة، التي تجاوزت 7 مليار درهم، ووصول عدد السياح إلى أكثر من 17.4 مليون سائح. وأشار إلى مكتسبات اجتماعية في 2025، كرفع الأجور وإلغاء الضريبة على المتقاعدين وخفضها على الأجراء.
وشدد أخنوش على التزام الحكومة بتنزيل ورش الحماية الاجتماعية، مع تخصيص 10 مليار درهم لاستكماله، مشيراً إلى نجاح تعميم التأمين الإجباري عن المرض. وأكد أن هذه الإنجازات تعكس التزام الحزب بتعاقده مع المواطنين في بناء مغرب حداثي وديمقراطي.
ومضيفا امام هذا النبوغ الملكي الداعم لبناء مغرب المستقبل انخرطنا في الحكومة بقناعة سياسية راسخة لمواصلة التراكمات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي رغم صعوبات المرحلة نجحنا في خلق التوازن المطلوب بين الإمكانات المتوفرة والطموحات التنموية ببلادنا وتنزيل المشروع الملكي الثوري للدعم الاجتماعي المباشر.
واهم ما ميز كلمة اخنوش امام اعضاء مجلس الوطني لحزبه هو الاناقة اللغوية الراقية والبعيدة عن الشتم والقذف والتشهير ، وبهذا يعطي اخنوش درسا في التواصل السياسي الذي تحتاجه البلاد في زمن عرف انحطاطا خطيرا علي مستوي الخطاب والتواصل السياسيين.
ذ.الطالبي العلمي: أهم رأسمال الحزب هو الثقة الملكية والنقابية والشعبية في شخص رئيسه
وفي تدخل متميز اكد راشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي للحزب، في كلمته إن أهم شيء هو عنصر الثقة، ثقة النقابات في الحكومة في الحوار الاجتماعي، ثقة جلالة الملك في رئاسة الحكومة، ثقة أحزاب الأغلبية الحكومية، الثقة في القرارات، وثقة المغاربة عندما فُتحت مرحلة التسوية الطوعية وتم وضع 127 مليار درهم. وأضاف أن عنصر الثقة أنتجه تنظيم مؤسساتي محكم ليس فيه مزايدات، وهذا يزعج الكثير، وأن هذه الثقة جاءت بسبب علاقة التجمعيين القائمة على الاحتواء، وعدم تقسيم الفئات بين كافر ومسلم وتاجر، بل العمل للوطن، وأكد أن برنامج الحزب تم إنجازه كاملاً وزيادة.
كلمة كلها دلالات ورسائل مبطنة لمن يهمه الامر ، مفادها ان حزب التجمع الوطني اصبح رقما صعبا في المعادلة الحزبية بالمغرب . وانه يعمل وينجز اكثر مما يتحدث ، وهذه هي اهم مميزات ما سماه اخنوش المدرسة التجمعية النموذجية.
ذ.الحسين السعدي: الحكومة دبرت المرحلة رغم الأزمات
امام الوزير الشاب الحسن السعدي، عضو المكتب السياسي للحزب،فآكد على هامش اجتماع المجلس الوطني السبت 11 يناير، إن الحكومة انطلقت من صفر دعم إلى 4 ملايين أسرة تستفيد من الميزانية، وأن هناك تحديات اقتصادية يجب تحصين المكتسبات في مواجهتها. وأشار إلى أن الوضعية المهترئة للبنيات الصحية تم إصلاح 1200 وحدة صحية للقرب، وأن التقييم يجب أن يكون موضوعياً. واعتبر اجتماع المجلس الوطني فرصة للنقاش، وللحفاظ على ثقة المغاربة في الاستحقاقات المقبلة.
مدافعا ان حكومة عزيز اخنوش هي حكومة الدولة الاجتماعية ومواجهة الازمات والحفاظ عن التحديات الماكرو اقتصادية رغم صعوبة السياق الوطني والدولي .
ذ.محمد أوجار: علينا إثراء النقاش العمومي حول المدونة
من جانبه أوضح محمد أوجار أن المقترحات المرتبطة بمدونة الأسرة رُفعت إلى جلالة الملك، وفي خضم هذا النقاش أوكل جلالة الملك المهمة إلى الحكومة، وتابع لأننا حزب رئيس الحكومة، مؤكدا على مهمة إثراء النقاش العمومي حول المدونة بنوع من النضج، وأكد أنه لن يُسمح لأحد باحتكار الدين، وأن الإطار حدده الملك بألا نحلل حراماً أو نحرم حلالاً، وأن ما يجري في الشبكات الاجتماعية لا علاقة له بالواقع. وأضاف أن كل الاقتراحات جاءت منسجمة مع النصوص القطعية وروح الشريعة الإسلامية.
قائلا يجب الاعتراف بإنجازات حكومة اخنوش التي هي ورثت ارثا ثقيلا في سياق صعب اقتصادي واجتماعي ، لكنها تمكنت من تحقيق انجازات لترسيخ اسس الدولة الاجتملعية التي تضمن العيش الكريم للمواطن.
ذ.أنيس بيرو: محطة المجلس الوطني مهمة والحكومة فتحت ملفات كثيرة
من جهته قال أنيس بيرو، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، إن محطة المجلس الوطني محطة مهمة، وأن الحكومة حققت أهدافاً وفتحت ملفات كثيرة مثل ملف الماء والتغطية الاجتماعية وإصلاح التعليم والصحة، وأنهم هنا لمناقشة الحصيلة واستشراف المستقبل. وأضاف أن المغرب فرض مكانته، وأن الدبلوماسية فرضت وجودها، وهذا يجعلهم مسؤولين أمام الملك والمواطنين.
ذ.زينة شاهيم: المجلس الوطني فرصة لتقييم العمل الحزبي والحكومي
أما زينة شاهيم ، عضو المكتب السياسي في الحزب، فقالت إن اليوم هو فرصة في المجلس الوطني لتقييم العمل الحزبي، من خلال التقريرين السياسي والمالي، وكانت فرصة للتذكير بالحصيلة الحكومية والتذكير بما سيكون من التزامات من الحكومة وما تبقى من ولايتها، وكانت فرصة أيضاً لتناول أهمية قانون المالية لسنة 2025، الذي هو بمثابة قانون متمم للأوراش الحكومية التي حث عليها الملك، وأضافت أنه رغم الظروف، التزمت الحكومة بتنزيل الأوراش الملكية، وأن رئيس الحزب نوه بالعمل الذي تقوم به الهيئة والحكومة في ملف مدونة الأسرة، وهو موضوع عرف جدلاً كثيراً.
صحيح ، لوجستيكيا وماديا وتنظيميا حزب التجمع الوطني للاحرار متقدم على باقي الاحزاب السياسية المغربية ، انه حزب المؤسسات لكن بفضل رجل واحد هو عزيز اخنوش الذي وهب كل طاقاته للحزب الى جانب بعض القيادين كالطالبي واوجار ، وهذا غير كاف دون ان يحسم رئيس الحزب اعادة النظر في بعض مناضلي الحزب محليا وجهويا ووطنيا الذين يدبرون الشان العام ، بحيث انهم لا يتواصلون مع المواطنين ، ولا يدافعون عن انجازات الحزب بكيفية مؤسساتية ، ويخدمون مصالحهم اكثر من خدمة مصالح الحزب كبعض الوزراء الحاليين في حكومته الحالية.
بعد نجاح اشغال اجتماع المجلس الوطني ، كل مكونات الحزب ملزمة بان تلتزم بمبادئ خارطة الطريق التي حدد معالمها عزيز اخنوش وهي” اغراس اغراس” ، لكن يجب تحويل هذا الشعار الجميل فعلا وليس مجرد شعار فقط. كما ان الحزب بحاجة لإحداث ثورة تواصلية داخل أجهزته قبل اقتراب الانتخابات المقبلة التي سيكون الرقم الصعب فيها هي نسبة المشاركة الشعبية ، ويجب على قادة حزب اخنوش ان لا يعتمدوا على معايير فوز التجمع الوطني للاحرار في انتخابات سنة 2021 التي جعلت منه القوة الحزبية الاولي بالمغرب، لسبب بسيط هو وقوع الكثير من التغييرات والتحولات المتسارعة في ذهن وسلوك المواطن المغربي.
وقد صدق اخنوش حينما اكد انه حزبه سيبقى ملتزما بتعاقده السياسي مع المواطن. وبأن حزب التجمع قبل هذا المجلس الوطني لن يكون هو نفس الحزي بعده، وفي هذا الكلام رسائل عميقة لمن يهمه الامر.