بعد حراك جرادة ووعود بعيوي المعتقل.. "الساندريات" على طاولة أخنوش !

في غضون أسبوع واحد، شهدت مدينة جرادة مأساة مروعة راح ضحيتها شابان لقيا حتفهما داخل آبار الفحم الحجري العشوائية، مما سلط الضوء مرة أخرى على ظروف العمل غير الآمنة التي يعاني منها العمال في هذه المناجم التقليدية.

ففي حادثتين منفصلتين، لقي شابان مصرعهما اختناقًا بالغاز أثناء محاولتهما استخراج الفحم لدعم أسرهما التي تعاني من ظروف معيشية قاسية في ظل الركود الاقتصادي الذي تعاني منه المنطقة. حيث وقعت الحادثة الأولى يوم الثلاثاء الماضي، عندما توفي شاب من حي "لبرك" داخل أحد الآبار، تاركًا وراءه أسرة تعاني من الفقر.

هذه المآسي المتكررة أثارت غضب سكان مدينة جرادة، خاصةً وأنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الحوادث المأساوية. فمدينة جرادة عرفت حراكًا شعبيًا في السنوات الأخيرة للمطالبة بالتنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية، وسط وعود حكومية لم تتحقق بعد.

وتُعرف "الساندريات" أو آبار الفحم العشوائية بأنها بيئة عمل خطرة وغير آمنة، حيث يفتقر العمال إلى شروط السلامة اللازمة، ويعملون بأدوات بدائية، مما يعرض حياتهم للخطر. وعلى الرغم من تخصيص معدات حديثة ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لحماية العمال، إلا أن العديد من العمال يؤكدون أن هذه التجهيزات لم تصلهم، ولا تزال ظروف العمل خطرة.

وفي ظل هذه المآسي المتكررة، وجهت البرلمانية نبيلة منيب عن الحزب الاشتراكي الموحد سؤالاً شفهيًا إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، تساءلت فيه عن تزايد عدد الضحايا وآفاق التشغيل في جرادة. وطالبت منيب بالكشف عن برامج واضحة لمعالجة أزمة البطالة المرتفعة في المدينة، وتوفير فرص عمل للشباب. كما تساءلت عن مصير الأموال المخصصة لتأهيل المنطقة، مؤكدةً على ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ الأرواح وتحقيق التنمية المنشودة.

هذه الحوادث المأساوية في جرادة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لإيجاد حلول جذرية لمشاكل البطالة والفقر، وتوفير بيئة عمل آمنة للعمال، وضمان حقوقهم، مما يتطلب جهودًا حكومية جادة ومستدامة لتحقيق التنمية الشاملة في المنطقة.

هذه الحوادث المأساوية في جرادة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لإيجاد حلول جذرية لمشاكل البطالة والفقر، وتوفير بيئة عمل آمنة للعمال، وضمان حقوقهم، مما يتطلب جهودًا حكومية جادة ومستدامة لتحقيق التنمية الشاملة في المنطقة.