إخراج المغرب من المنطقة المغاربية ُيعزّز عزلة الجزائر

بات عبد المجيد تبون، ونظام العسكر في الجزائر يواجه أزمة حقيقية، وعزلة ملموسة، بعدما كشف عن إطار مغاربي بدون وجود المغرب.

وبعد موريتانيا، ليبيا تنضم إلى موريتانيا في رفض أي إطار مغاربي جديد بدون المغرب. على الرغم من هذا الموقف، أكد المجلس الرئاسي الليبي التمسك بالاتحاد المغاربي، الذي تاسس في مراكش عام 1989 ويضم موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس، وليبيا.

ليبيا تدعم الرباط

وفي بيان صحفي صادر عن مكتب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، تم الإشارة إلى أن الرئيس محمد المنفي التقى مع الطاهر الباعور، المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي، الذي قدم تحديثًا كاملاً حول التطورات السياسية ونتائج زياراته الدولية.

أكد البيان أن من بين القضايا التي ناقشتها الأطراف هي الأوضاع السياسية في المنطقة ودور الاتحاد الأفريقي، مع التأكيد على أهمية تفعيل دور اتحاد المغرب العربي، مما يبرز تمسك ليبيا بالاتحاد المغاربي.

هذه الخطوة تأتي في سياق ينفي المبادرة التي أطلقها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لتشكيل تكتل مغاربي جديد من دون المغرب. في 3 مارس 2024، حيث تم الإعلان في الجزائر العاصمة عن تأسيس هذا التكتل الجديد، بغرض تعويض اتحاد المغرب العربي.

دفاع بئيس من الرئاسة الجزائرية

دافعت الرئاسة الجزائرية عن المبادرة، مؤكدة أنها تأتي لسد الفراغ الحالي، حيث لا يوجد تعاون مغاربي يشمل جميع الأطراف دون استبعاد أي منها. وأعلنت أن الجزائر وليبيا وتونس اتفقت على عقد اجتماعات كل ثلاثة أشهر، تبدأ بتونس بعد شهر رمضان، بهدف تعزيز التعاون وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه شعوب البلدان الثلاثة المتقاربة.

 

وفي جانب اخر، هاجمت صحف فرنسية تصريحات الرئيس الجزائري الأخيرة التي تتمحور حول تأسيس كيان مغاربي بثلاث أضلاع فقط في غياب المغرب وموريتانيا.

ويبدو أن الجزائر، من خلال مبادرتها في إنشاء تكتل مغاربي من دون المغرب، تسعى إلى فصل المملكة عن محيطها الإقليمي، وهو محاولة لتقسيم المنطقة.

تظهر التصريحات الأخيرة للرئيس عبد المجيد تبون ، التي أُدلى بها في مقابلة مع التلفزيون الجزائري في 31 مارس، أنه يسعى لتقديم بديل لاتحاد المغرب العربي من دون مشاركة المملكة المغربية.

صحف فرنسية تسخر من مبادرة تبون

وحملت صحف عناوين مثل "الجزائر تحلم بتكتل اقتصادي إقليمي بدون المغرب" و "الجزائر تحاول إحياء المغرب العربي دون المغرب" رسائلًا واضحة حول هذه النية، حيث أشارت صحيفة "لوبوان" في تحليل لها إلى أن تكتل الجزائر وتونس وليبيا الجديد يسعى لإحياء المغرب العربي المنقسم.

تأتي هذه التحركات على هامش القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في مارس، التي شهدت مشاركة الرئيسين الجزائري والتونسي ورئيس المجلس الرئاسي الليبي.

وترى "لوبوان" أن الجزائر وتونس مستعدتان لتولي قيادة إعادة إطلاق هذه المنظمة الإقليمية.

في السياق ذاته، تُذكر صحيفة "جون أفريك" الفرنسية بأن عبد المجيد تبون يعمل مع نظيريه الليبي والتونسي على إنشاء منظمة إقليمية جديدة، خلال مقابلته مع التلفزيون الجزائري، حيث أكد أن المشروع لن يحل محل اتحاد المغرب العربي، وأنه يجب أن يكون عرض موقف مشترك للدول الأعضاء، مؤكدة أن الكتلة الجديدة ستُنشأ بدون المشاركة المغربية، وهو ما يعكس التوترات المستمرة بين الجزائر والمملكة المغربية.