نظام الكابرانات يعين بوقا جديدا لدى الأمم المتحدة بنيويورك

في غمرة الضربات الدبلوماسية المتكررة التي يتلقاها نظام العسكر الجزائري من طرف المغرب، لجأ كابرانات فرنسا إلى تعيين بوق آخر للنباح في ردهات الأمم المتحدة ومعاكسة المغرب ومعاداته بخصوص ملف النزاع المفتعل في الصحراء المغربي

وفي هذا الإطار، نشرت الجريدة الرسمية الجزائرية قرار تعيين عمار بن جامع، البوق الدبلوماسي المختفي عن الأنظار منذ 7 سنوات، سفيرا ممثلا دائما لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك، وهو القرار المُعلن عنه بشكل رسمي في غمرة مناقشة قضية الصحراء لدى مجلس الأمن، وبعد أن تم إعفاء السفير السابق محمد النذير العرباوي، الذي سبق أن دخل في مواجهات “خاسرة” وفاشلة مع السفير عمر هلال.

وجاء في الجريدة الرسمية لنظام العسكر، أن قرار التعيين جاء بموجب قرار رئاسي يحمل تاريخ 11 أبريل 2023، لكن لم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي إلا نهاية الأسبوع الماضي، بموازاة مناقشة ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بناء على الإحاطة المقدمة من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، والممثل الشخصي للأمين العام للمنظمة في الصحراء ورئيس بعثة “المينورسو”، أليكساندر إيفانكو.

وجاء تعيين بن جامع بعد أن تم إعفاء سلفه العرباوي في مارس الماضي، وإبعاده عن السلك الدبلوماسي وتعيينه مديرا لديوان تبون العسكر، بموازاة إعفاء وزير الخارجية العسكري رمطان العمامرة الذي حل محله أحمد عطاف.

وتلقى العرباوي، خلال تقلده مهمة الممثل الدائم لنظام العسكر لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك، سلسلة ضربات موجعة في قضية الصحراء المغربية، ودخل في مواجهات كلامية فاشلة وبئيسة مع السفير المغربي عمر هلال.

وفي عهد عرباوي أصدر مجلس الأمن قرارات بخصوص الصحراء المغربية كانت محط ترحيب من الرباط وشجب من طرف الجزائر، كما فشل في دفع الأمم المتحدة لاتخاذ قرار بخصوص انتشار القوات المسلحة الملكية في أجزاء من المناطق العازلة بعد تنظيف معبر الكركرات من المرتزقة قطاع الطرق، كما لم ينجح في دفع مجلس الأمن إلى توسيع صلاحيات “المينورسو” لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.

أما بن جامع، فهو من الأبواق الدبلوماسيين الذين تم تحييدهم من قبل وزير الخارجية السابق رمطان العمامرة، في ولايته الأولى الممتدة ما بين 2013 و2017، وتحديدا في دجنبر من سنة 2016، حيث أُعفي من مهامه كسفير للجزائر في فرنسا بعد 3 سنوات من توليه المنصب، دون أن يكون الأمر مرتبطا بتغييرات في السلك الدبلوماسي.

وربطت وسائل إعلام هذه الخطوة، آنذاك، بمنحه تأشيرات لأشخاص فرنسيين لحضور المنتدى الإفريقي المنظم من طرف منتدى رؤساء المؤسسات، أكبر منتدى لرجال المال والاقتصاد في الجزائر، والذي كان يقوده رجل الأعمال علي حداد الموجود حاليا في السجن.

ويرى العديد من المتتبعين للشأن الجزائري، أن تعيين بن جامع، الذي كان أمينا عاما لوزارة الخارجية، وسفيرا لدى لندن وطوكيو وبروكسيل، يمثل خيبة أمل جديدة للأمين العام الحالي للخارجية، عمار بلاني، الشهير بتصريحاته العدائية للمغرب خصوصا عندما كان يحمل صفة الغريبة والعجيبة كـ “مبعوث خاص للجزائر مكلف بالمنطقة المغاربية والصحراء”، إذ كان المرشح الأول لهذا المنصب الأممي، بعدما كان قبل أسابيع المرشح الأول لمنصب وزير الخارجية…