دروس مونديال قطر: صورة حكيمي والأم... بر الوالدين وقصة الانتقال من المعاناة إلى النجاح العالمي

مباشرة بعد نهاية المباراة التي جمعت المنتخبين البلجيكي والمغربي مساء الأحد 27 نونبر 2022، لحساب مباريات الجولة الثانية عن المجموعة السادسة، بملعب الثمامة، والتي انتهت بهدفين دون رد لصالح أسود الأطلس، توجه اللاعب أشرف حكيمي نحو المدرجات، ليرتمي في حضن أمه، في مشهد يقدم درس إنساني عظيم لا بد لنا من الوقوف عنده بتمعن. وطرح السؤال حول سر هذه العلاقة الجميلة التي تجمع اللاعب بأمه.

عدسات المصورين الصحفيين كانت جاهزة لالتقاط الصورة، قبل أن تلتقطها الأقلام، وتكتب عنها مختلف العناوين، من بينها ما كتبه الحساب الرسمي لكأس العالم على "تويتر" قبلة مغربية في حب الوطن وحماس وأمومة "، في حين كتب اللاعب منشورا أرفقه بالصورة التاريخية قائلا" أحبك أمي "،

النجم المغربي المزداد في الرابع من نونبر 1998 بالعاصمة الإسبانية مدريد، عاش في أسرة فقيرة عنوانها البارز، كفاح الوالدين من أجل تحقيق حلم الابن، فالأب المنحدر من مدينة واد زمن وحسب تصريحات سابقة للاعب، كان بائعا متجولا، والأم التي تنحدر من مدينة القصر الكبير كانت خادمة في البيوت، حكاية كفاح ونجاح، يؤكد حكيمي أنها ما كانت لتكون لولا صبر الأم والأب، وإيمانهم بحلم الابن، حتى أضحى من بين أفضل اللاعبين في سماء الكرة العالمية.

تكون أشرف حكيمي في الأكاديمية المدريدية، ومن مدريد سطع نجم الظهير الأيسر المغربي، فكانت مباراته الأولى مع ريال مدريد سنة 2016 في لقاء ودي جمع النادي الملكي بنادي باريس سان جيرمان، وكان أول لاعب عربي يحقق دوري أبطال أوروبا، ثم جاور بعد ذلك أندية عالمية من قبيل إنتر ميلان وبروسيا دورتونمد، لينتقل إلى نادي باريس سان جيرمان ويجاور أفضل اللاعبين أمثال ليونيل ميسي ومبابي ، بعدما سبق له اللعب إلى جانب كريستيانو رونالدو وغيره من نجوم كرة القدم.

بعيدا عن لغة الأرقام والمسارات والإنجازات الرياضية، وعلى صعيد الإنجازات الإنسانية، تخبرنا صورة حكيمي، بأن لأم هي الجيش العظيم الكافي لتحقيق الانتصارات"، الجيش الذي إذا فقده الإنسان، عاش طول حياته وهو يبحث عن جيش ويحارب بلا جيش ويبحث عن سلاحه بين أقدام الجنود بينما كان بإمكانه أن يجد الجنة تحت قدمي أمه، تخيلوا الحرب بلا جيش والجندي بلا سلاح، سيعيش، قد ينتصر، وعليه أن يستمر، لكنه سيتعب كثيرا في طريقه للانتصار... وإذا انتصر "بطريقة ما" فلا يمكن لأي شي أن يهزمه بعد ذلك سوى الموت ومرادفاته، قدروا هذا الجيش إذا أنعم به الله عليكم، واعلموا أنكم تملكون أعظم جيش لتحقيق أعظم الانتصارات ".

ما رأيكم في هذا الدرس من دروس مونديال قطر فيفا 2022؟