زينب زهار – صحافية متدربة
في كل سنة يعود جدل الإفطار العلني للواجهةمن بين يعتبر الأمر مرتبطا بحرية شخصية، وبين من يؤكد أن هذا السلوك الغريب عن قيم المغاربة هو مجرد محاولة لاستفزاز المجتمع وتحدي القانون.
وبالرغم من رفض المجتمع لهذه المظاهر، هناك في المقابل تنظيمات جعلت الافطار العلني حقا مشروعا، وطالبت بإلغاء الفصل الذي يجرمه، ومن أبرز هاته الحركات “حركة مالي” و”حركة ماصايمينش”.
حركات توحدت في السعي لإسقاط الفصل 222، والذي ينص على عقوبة “الحبس من شهر إلى ستة أشهر غرامة مالية لكل من عرف باعتناقه الدين الاسلامي وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان في مكان عمومي دون عذر شرعي”.
بلمير: مسألة الإفطار العلني في رمضان تستفز شعور المغاربة
فؤاد بلمير، أستاذ علم الاجتماع، أكد أن “مسألة الإفطار العلني في رمضان تستفز شعور المغاربة، وقال ” لا يعقل أن يقوم بهذا السلوك ابن ثقافة مسلمة، حتى ولو لم يكن يطبقها، والقيام بمثل هذا الأمر يأبى عنه به حتى الأجانب”.”
بلمير الذي كان يتحدث لـ”بلبريس”، أعطى مثالا بالزعيم الشيوعي الصيني، ماوتسي تونغ، الذي امتنع عن الأكل جهرا عندما زار السعودية ذات مرة، مؤكدا على أن “الإسلام المعتدل الذي يجمع المغاربة على مدار 14 قرنا كان من بين أسباب استقرار المجتمع المغربي وحفاظه على تعدديته”.
وأضاف ذات الخبير السوسيولوجي “يجب على الناشطة الحقوقية ابتسام لشكر وأصدقائها قراءة التاريخ المغربي لكي يعرفوا أن رمضان هو طقس اجتماعي وديني في آن واحد، ولا يمكن أبدا اختزاله في مجرد طقوس تعبدية”.
غزالي: الافطار في رمضان ظاهرة منتشرة و المستجد هو المجاهرة به
في نفس السياق، أكد أستاذ علم الاجتماع، عادل غزالي، على أنه “من الصعب اعتبار الافطار في حد ذاته ظاهرة منتشرة، لكن ما انتشر هو المجاهرة به”، و “”بالعودة للتاريخ وبالرغم من قلة المعطيات، فإن آبائنا وأجدادنا لا ينفون وجود هاته الظاهرة”.”
وأشار غزالي في تصريح لـ”بلبريس”، إلى أن “للإفطار العلني بعدين اساسيين؛ أولهم هو انسجام الانسان بين المعتقد والفعل، فمن حيث المعتقد، تعتبر الغالبية العظمى نفسها مسلمة، لكن لا يطرح المشكل في أركان الاسلام الاخرى عكس شهر رمضان حيث تطرح مسألة الاحساس بالآخر بشكل كبير باعتبار الصوم فريضة، وهذا ما يسمى في علم النفس بالتنافر المعرفي، والذي هو وجود تعارض بين معتقدات الفرد وبين سلوكياته”.
من هذا المنطلق يقول غزالي” نعاين الظاهرة العكسية في المجتمع الغربي، قد نجد معتقدأ وغير ممارس لشعائر دينه، أو معتقد وممارس لشعائر دينه، بينما في مجتمعنا يحتمل ايجاد شخص يمارس الشعائر ولكن معتقده هو مجرد نتيجة ضغط اجتماعي”، مشددا على أن “هذا السلوك هو نوع من رد الفعل على الاكراه الاجتماعي”.
غزالي، اعتبر أن “البعد الثاني هو تبني موقف ضد التيار بطريقة متعمدة لكسب بعض الشهرة الزائفة والتربح منها، خصوصا في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي مما سيحقق تفاعلا أكثر وبالتالي مردودا ماديا أكبر”.
وخلص الباحث في علم الاجتماع، عادل غزالي، إلى أنه “يمكن اعتبار الإفطار العلني نوعا من رد فعل جماعي ضد مجتمع عام لا يقبل سلوكا بعينه لأنه يسيء إليه أو يستفز مشاعره”.