لم تترد أسماء قيادية بحزب الأصالة والمعاصرة، في إشهار انتقادات صريحة ولاذعة للحليف حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يرأس الحكومة على خلفية حالة السخط المجتمعي التي خلفتها موجة الغلاء غير المسبوقة.
الانتقادات جاءت خلال عشاء جماعي، حضره الامين العام عبد اللطيف وهبي مع برلماني ومستشاري الحزب، و هي الانتقادات التي همت بالأساس التعامل الاستعلائي لحزب رئيس الحكومة، و التحجيم والتضييق الذي يقوم به لباقي مكونات الأغلبية، وأساسا لحزب الاصالة والمعاصرة، وهو ما ورد في مداخلات لم تترد في ضرورة تقويم هذا السلوك حفاظا على تماسك الأغلبية، مشددة على وضع حد للمساعي الهادفة لتحويل "البام" لمجرد "تابع".
كما انتقد عدد من الحاضرين في اللقاء الذي تم بفيلا العربي المحرشي الأخطاء التواصلية الفادحة التي ارتكبت من طرف الحكومة، والتي ساهمت في تأجيج حالة السخط لدى المغاربة تزامنا مع موجة الغلاء التي عصفت بعدد من المواد والسلع والخدمات.
ووفق ما كشفه قيادي حضر الاجتماع فقد تمت مناقشة أداء الحزب على مستوى الحكومة والمؤسسة التشريعية، والطريقة التي يتعين أن يتعامل بها هذا الأخير مع الوضع السياسي الراهن.
بعض الأسماء دعت لضرورة معالجة الثغرات الفادحة المسجلة على مستوى أداء بعض الوزراء المنتمين للأغلبية الحكومية، ، مع ضرورة خلق ديناميكية بمجلسي النواب والمستشارين من أجل إضفاء نوع من الحركية مع الدورة الربيعية عوض حصر دور الأغلبية الحكومية في تقديم شيك على بياض لجميع مكونات الحكومة، ودعمها دون أي تحفظات.
بعض المداخلات نبهت الى أن الحزب ليس ملزما بتحمل أخطاء الاخرين، وشددت على أن "البام" حديث العهد بتدبير الشأن الحكومي، عكس حزب الاحرار الذي شارك في الولايتين الحكوميتين الماضيتين، وساهم في صنع عدد من القرارات التي زادت في تعقيد الوضع الحالي.
وكان ذات الاجتماع قد ناقش حالة الانفلات التي تشهدها الأسعار بالمغرب لا سيما المحروقات والخضر، حيث انتقد عدد من الحضور عدم مبادرة الحكومة لتبني سياسة تواصلية ناجعة تمكن من امتصاص الغضب الشعبي .