في ظل التغيرات المناخية التي يعرفها المغرب والعالم، أصبحت التبعات العالية لمياه السدود والمياه الجوفية تشكل إكراها كبيرا لمسعى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب من أجل تأمين المياه الشروب لجميع المغاربة بكل ربوع المملكة.
وفي هذا السياق، قال عبد الرحيم الحفيظي المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، إن معظم المناطق في المغرب يتم تزويدها انطلاقا من الموارد المائية السطحية المعبئة في السدود بسبة 68 في المائة، وكذلك من تعبئة الموارد المائية بالفرشاة المائية وبالآبار الجوفية بنسبة 30 في المائة.
وأضاف الحفيظي خلال مروره بنشرة أخبار القناة الثانية أن :" التبعية العالية للمياه السطحية والجوفية تشكل اكراهات كبيرة للمنظومة الوطنية للماء الصالح للشرب فيما يتعلق باستمرارية التزويد بعض المناطق بالمملكة المغربية، وهذا في ظل التغيرات المناخية التي يعرفها العالم، والتي أثرت بشكل كبير على سنوات الجفاف التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة".
وأشار المتحدث ذاته إلى أن :" المغرب كان واعيا بهذه الاشكالات، حيث لجأ إلى انتاج الماء الصالح للشرب منذ سنين بطرق غير تقليدية ، حيث أن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أنجز أول محطة لتحلية مياه البحر سنة 1976، بمدينة بوجدور، واليوم أنجزنا ما يقارب 18 محطة بينها 9 محطات لتحلية مياة البحر، والباقي للمعالجة المعدنية فيما يتعلق بالمناطق الداخلية للبلاد، والتي تعاني من نذرة في التساقطات المائية".
وأكد الحفيظي أن :"المكتب يسهر على إنجاز 10 محطات أخرى، خمس منها لتحلية مياه البحر، وخمس محطات للمعالجة المعدنية، وهذه المحطات بما فيها التي تم انجازها خاصة في الجنوب والشمال، واليوم انتهينا من بناء وانجاز المحطة الكبيرة لمدينة أكادير. وذلك في إطار تنفيذ المخطط الوطني الذي تم التوقيع عليه أمام صاحب الجلالة في يناير 2020".
وأردف :" واليوم نحن نشتغل مع الوزارات المعنية من أجل انجاز خمس محطات لتحلية مياه البحر من بينها أكبر محطة بالدار البيضاء ، والتي من المنتظر ان تكون لديها قدرة على انتاج 500 ألف متر مكعب في اليوم، وكذلك محطة الداخلة التي من المنتظر ان تكون قدرتها الانتاجية 100 ألف متر مكعب في اليوم".
وتابع المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب:" عدة مناطق في المغرب عرفت نذرة في التساقطات المائية والثلجية، والتي تكون المخزون المائي في السدود، منها منطقة أكادير والمناطق المجاورة. فالسدين المتواجدين في منطقة أكادير وهما سد مولاي عبد الله وعبد المومن، يعرفان مخزونا مائيا منخفضا".
وأشار إلى أنه وفي إطار هذه الوضعية ارتأى المكتب بتنسيق مع الوزارات المعنية والسلطات المحلية والشركة المهتمة بإنجاز وبناء هذا المشروع، وضع برنامج لاستغلال التدبير التدريجي والتجارب الاستباقية من اجل توفير قدر أولي لساكنة اكادير والمناطق المجاورة، وتم الاتفاق على ان التجارب ستبدأ في 29 يناير 2022، ومن المنتظر في الساعات المقبلة ان يتم استغلال الشطر الاول من هذه المحطة الكمتعلق بالماء الصالح للشرب والذي سيمنحنا قدرة على انتاج أزيد 36700 متر مكعب في اليوم، وهذا سيكون له وقع إيجابي على الاشكالية المطروحة الآن في نذرة المياه في منطقة أكادير.
وأكد الحفيظي أن :"هذا مشروع نشتعل عليه في إطار شراكة مع وزارة الفلاحة ومن المنتظر ان تبلع القدرة النهائية للانتاج 400 ألف متر مكعب في اليوم، مما سيمكن المغرب من توفير قدرة انتاج بالطرق غير التقليدية التي سترتفع من 300 ألف كيلومتر في ايوم إلى مليون ألف متر مكعب في اليوم".