انتُخب لشكر ..لكن ماذا بعد المؤتمر الوطني الحادي عشر للاتحاد الاشتراكي؟

بعد أن أسدل الستار عن أشغال المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبعد المصادقة على مقرراته التنظيمية وأوراقه السياسية والخروج ببيانه الختامي وبعد الحسم في شخص ادريس لشكر كاتبا أولا للحزب بأغلبية مريحة أمام المرشح طارق سلام الاتحادي المقيم باسبانيا، والتوافق حول أعضاء مجلسه الوطني المقبل. يقف الاتحاديون والإتحاديات مشدوهين ومتطلعين نحو رهان واحد ووحيد هو كيف لهم أن يحموا حزبهم وأن يحافظوا عليه.

العديد ممن صوتوا على ادريس لشكر صوتوا له لا لشيء إلا لغياب بديل حقيقي يستطيع قيادة الحزب بقوة وحكمة أكثر من ادريس لشكر، وآخرون وأخريات صوتوا لهذا الأخير من أجل حماية حزبهم واعتبروا ذلك واجبهم الحزبي، فيما صوت له آخرون معتبرينه رجل المعارك والصامد الوحيد وصانع الانتصار الانتخابي الأخير الذي استطاع أن يقفز بالحزب من الرتبة السادسة إلى الرتبة الرابعة، وأن يكون بذلك، أول قوة معارضة من داخل المؤسسات بالبلد.

وما يميز الاتحاديين عن غيرهم ممن يمارسون السياسة في البلد هو مدى اختلافهم داخل نفس الإطار الحزبي وقدرتهم على تقبل اختلافهم بل بدون اختلاف يموت الكيان وينتهي حسب رأيهم، لكن الواقع الجديد الذي أفرزه المؤتمر العاشر يختلف تماما عما سبقه، فالاتحاديون الآن أمام لحظة مفصلية تاريخية وهي لحظة ما بعد المؤتمر بحيث لا شك أنه سيكون له ما بعده، ولا يمكن أن ينجح ادريس لشكر إلا إذا اختار فريقا قويا قادرا على القيادة والاقتراح والنقد والابتكار والإنتاج وهذا ما يميز القيادات الاتحادية عبر التاريخ.

لكن ،ماذا بعد المؤتمر ؟هل سينجح ادريس لشكر في اقتراح أسماء وازنة قادرة على اذكاء روح الفريق وإغناء المكتب السياسي وتجويد الفعل القيادي؟ هل سيُجمع أعضاء المجلس الوطني على من سيختارهم ادريس لشكر؟ أم أننا سنعيش فصولا جديدة من الاختلاف الذي تميز به الاتحاد عبر التاريخ؟ وهل سيستدعي ادريس لشكر من اختلفوا معه كما فعل في مبادرة المصالحة في السابق لكي يستمر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية محاولا لملمة شتات مناضلاته ومناضليه؟ أم أنه سيقطع مع ذلك ويؤسس لمرحلة جديدة تقطع تماما مع ثقافة الاختلاف التي لطالما طبعت الفعل السياسي الاتحادي؟ هل سيشكل لشكر مكتبا سياسيا قويا عوض مكتب شكلي مكون  من أعضاء من فريق لشكر وانتهازيين متشبعين بثقافة الريع ؟ هل ستتغير عقلية لشكر لجعل الحزب  فضاء لكل الاتحاديين حتى منافسيه وخصومه؟ هل سيقبل لشكر تدبير الحزب في الولاية الثالثة على أساس أن الديمقراطية هي تدبير الاختلاف؟ هل سيجعل مصلحة الحزب/ المؤسسة فوق مصالحه ومصالح محيطه؟؟؟

صحيح، ادريس لشكر صمد قاوم بقي يواجه العواصف وحيدا في وقت فضل آخرون الاختفاء والغياب وانتظار انهيار الحزب لينتقموا من لشكر، لكن ذهاء لشكر وقوته التنظيمية والتدبيرية ومعرفته بمكر ومناورات الاتحاديين جعلته يدبر أمور المؤتمر بكيفية ذكية ومحبوكة اهلته للفوز بولاية ثالثة.
صحيح،- أيضا- أن لشكر برهن في تدبير هذا المؤتمر أنه كائن سياسي بالمعنى الدقيق للكلمة، وهو من الكائنات الانتخابية النادرة بالمغرب في التحمل والتفاوض والتنظيم والمناورات، إنه وحش سياسي بالمعنى النبيل للكلمة، يستحق قيادة الحزب لولاية ثالثة وفي ظروف دقيقة وفي زمن حزبي وسياسي رديئ، لقد ربح معركة الولاية الثالثة، فهل سينجح في تشكيل مكتب سياسي يضم كل تيارات الاتحاد وأطره الاتحادية لإعادة القوات الشعبية للحزب؟وهل سيراهن لشكر على وحدة الحزب وجمع الشمل أم أنه سيشجع الانشقاقات والتطاحنات؟

كل هذه الأسئلة، وأخرى سيجيب عنها المجلس الوطني القادم الذي سيقول كلمته في الإجماع حول فريق ادريس لشكر المستقبلي من عدمه.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *