القضاء الإسباني يعلن إعادة فتح التحقيق في قضية القاصر "إلياس الطاهري"

قضت محكمة الاستئناف في مدينة الميريا بجنوب إسبانيا، بإعادة فتح التحقيق في قضية القاصر المغربي الذي توفي في مركز لإيواء المهاجرين، والمعروف ب “جورج فلويد المغربي”.

واعتبرت المحكمة، أن “التحقيق لايمكن اعتباره منتهيا و أن قرار المحكمة بحفظ الملف كان متسرعا”.

وتعود الأحداث إلى يوم 1 يوليوز العام الماضي، عندما أقدم خمسة من حراس مركز إيواء للقاصرين في مدينة ألمرية على تقييد قاصر مغربي يسمى إلياس الطاهري بطريقة عنيفة مع الفراش تحت مبرر شغبه وعدم انضباطه ومواجهته للحراس.

وكانت جريدة الباييس قد نشرت في وقت سابق شريط الحراسة في مركز الإيواء يبرز كيف قام خمسة أشخاص بتقييد إلياس بطريقة عنيفة.

وتؤكد جريدة الباييس أن الفيديو يبرز أن الضحية لم يبدِ أي مقاومة بل والأخطر قام أحد الحراس بوضع ركبته على ظهر إلياس في منطقة قريبة من العنق متسببا له في صعوبة التنفس طيلة 13 دقيقة، وهي المدة الزمنية التي استغرق بروتوكول “السيطرة الميكانيكية” أو “الاحتواء الميكانيكي” كما يسمى هذا النوع من السيطرة على الإنسان، وهو بروتوكول يطبق على الراغبين في الانتحار، لكن دون وضع الركبة على العنق.

وتوفي القاصر بسبب صعوبة التنفس، وفق الخبراء، وأجرى القضاء التحقيق في الملف وانتهى خلال يناير الماضي إلى حفظه معتبرا ما جرى “حادثا عنيفا عرضيا”، إلا أن طعن عائلة الضحية وتنديد المنظمات الحقوقية وإثارة القضية في الإعلام دفع المحكمة الاستئناف إلى إلغاء قرار المحكمة الابتدائية، وقررت متابعة المتهمين بتهمة “القتل المتهور”، وفقا للقانون الجنائي الإسباني.

وكشفت يومية “إلباييس”  الرسالة الأخيرة التي كتبها الفتى المغربي إلياس الطاهري، الذي توفي في مركز القاصرين أوريا بمدينة ألميريا، والذي خلقت وفاته ضجة كبيرة بعدما كشف تقرير صحفي إسباني مسببات الوفاة، والتي شبهها بحالة المواطن الإفريقي جورج فلويد.

وجاء في الرسالة الأخيرة للضحية المغربي ما يلي “عزيزتي لوسيا: إشتقت إليك كثيرا، أولا الطعام هنا لا قيمة له لكن “البيتزا” أفضل من تلك الموجودة في قرطبة، سأخبرك عن وضعيتي، أنا بخير ولم أعد أخضع لبروتوكول منع الانتحار (إجراء يحد من الحرية ويزيد من السيطرة على السجناء) أشارك الغرفة مع مغربي، أعمل في مجال الخزف وأدرس.. شيء مهم، منذ وصولي إلى هنا ليس لدي ملف ولم أفقد النقاط أيضا”.

وتابعت “الباييس”: كانت الرسالة الأخيرة لإلياس، 18 سنة، قبل وفاته في مركز احتجاز المجرمين الأحداث في تيراس دي أوريا بألميريا، عندما تم ربطه، بشكل مقلوب، من قبل 6 من حراس الأمن، وتم تقديم قضيته على أنها وفاة عنيفة عرضية على الرغم من أن شريط فيديو الأحداث، الذي نشرته ” الباييس”، يتعارض مع التقارير المنجزة”.