رجالات مونديال روسيا 2018: خاص "نحن المغاربة نكرم بوهدوز وديما مغرب"

محمد الشنتوف*

بعد 20 عاما من الغياب، عاد المنتخب الوطني ليكتب التاريخ مجددا في ذاكرة المونديال من بوابة روسيا، مجد كتبته أقدام رجالات أبوا إلا أن يحفروا أسمائهم في قلوب المغاربة، بعد سلسلة من الانكسارات وخيبات الأمل، إذ أن جيلين تجرعا مرارة الإخفاقات على مختلف الواجهات لعقدين من الزمن.

في هذه السلسلة التي اخترنا لها عنوان " رجالات المونديال " على "بلبريس"، وسلطنا ولا زلنا سنسلط الضوء على مختلف الفعاليات التي حققت هذا الإنجاز الذي أسعد قلوب المغاربة، محاولين التعرف عليهم أكثر، وبطريقتنا الخاصة نحاول أن نشجع منتخبنا من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في المونديال رغم الخسارة أمام إيران، خسارة يبقى الأمل بعدها موجودا، ولهذا اخترنا جملة نحن المغاربة نكرم بوهدوز وديما مغرب" عنوانا لهذا العدد تعبيرا عن عبر عنه المغاربة من تضامن واتحاد واستبسال واستئساد جاز لنا أن نفتخر به.

نعم نحن المغاربة، من منا لا يخطئ في حياته؟ حقا هناك أخطاء قاتله يصعب تداركها، ويصعب تصحيحها، أخطاء قاسية لا تنفع معها لغة الاعتذار، لا تنفع معها لغة التراجع، التأني، والانتظار، ما ينفع معها فقط هو لغة التعلم، لغة التحدي، لغة الصمود، لغة الكفاح، من أجل بلوغ أرقى مراتب النجاح.

من منا يتمنى او يتخيل فقط أن يعيش كابوسا كذلك الذي عاشه النجم بوهدوز بعد مباراة المغرب وإيران، انت حزين لأنك مغربي، هو حزين لأنه تسبب في حزنك، ولأنه كتب تاريخا لا يتمناه أي لاعب في المونديال، لكنه يبقى بطل، بطل لأنه وقف مجددا وقال "أنا لن استسلم"، هل سبق لك ان قلت كذلك في حياتك " انا لن استسلم"؟ هذا ما عليك قوله حقا، وتعلمه بصدق من قصة بوحدوز، وكل المغاربة أبطال، أبطال لأنهم قالوا له سامحناك ونحن معك.

لقد بكينا جميعا بعد الخسارة، نعم نحن لا زلنا نبكي مع هذا الوطن الذي لا يبكي معنا، نعم نحن لا زلنا نبكي من أجل وطن يبكينا، نعم نحن لا زلنا بل وسنضل نحب هذا الوطن ونفرح فقط عندما نرى رايته ترفرف في العلا، نعم نحن سنضل نطالب بمسح دموع المواطنين وترميم جروح هذا الوطن لنفرح جميعا من طنجة العالية للكويرة الغالية بدون استثناء يذكر، نعم شخصيا أبكتني صورة بوحدوز وشعرت به، لكنه يلخص الانسان المغربي، نعم لخصنا جميعا في الكثير من الحالات عندما نبكي ولا يحس بنا أحد، ولا تجد دموعنا سوى حضن تربة هذا الوطن لتحتضنها، ولهذا يبقى الوطن عشقا وغراما لن يمحى من قلوبنا أبدا بدون مزايدات او مقابل.

قد تجرنا العاطفة للغضب على اللاعب، ولكن منطق الحياة التي نعيشها جميعا، يفرض علينا ان نجلس قليلا ونتأمل فيما حدث له، لو حدث لأي منا، وكم هي تلك الاحداث القاسية التي مررنا بها، والتي لم يرحمنا فيها أحد، تلك الاحداث التي تجعل البعض يميل الى الرحمة، وتجعل آخرين يفضلون القسوة، لكن الاجدر بنا ان نرحم، أن نسامح، أن نتعلم ما دمنا في جميع الأحوال كتب لنا أن نتعلم فقط بعدما نتألم.

لا أتكلم معكم بلغة العاطفة، ولكنني اتكلم معكم وأهاتفكم أدبيا بقلب يفكر بعقل المنطق، بلغته الساحرة التي يجب أن تعيدنا إلى رشدنا وإلى صوابنا، ونعترف ونؤكد أن " بوحدوز" كان ولا زال وسيضل رجلا من رجالات المونديال اللذين ساهموا في ولادة الحلم، وساهموا في إسعاد قلوب المغاربة، وساهموا في بزوغ شمسنا في مونديال الثلوج بعد غياب دام لأزيد من 20 سنة.

نحن المغاربة، ذلك الشعب الذي يحب وطنه حتى النخاع، نحن المغاربة أولئك الساخطون على وضعيته والمدافعون عليه مهما اشتدت آلامنا، نحن المغاربة اللذين نمني النفس بقادم أجمل تشرق فيه شمس بلادنا في كل المجالات، نحن المغاربة اللذين يجب أن نتضامن فيما بيننا مجددا ونلملم الجرح، وننطلق مجددا نحو الأفق، نحن المغاربة وإن أقصينا من تنظيم مونديال 2026، وأقصينا من تحقيق أحلامنا وتنظيم طموحاتنا حتى، نطالب المسؤولين بخدمة الوطن لكي يكون جديرا بالترشيح والفوز بتنظيم مونديال2030 وتحقيق الأحلام.

نحن المغاربة وإن أقصينا من مونديال روسيا، فسنصفق للاعبين وسنطالب المسؤولين بإعداد منتخب ينافس في المونديال القادم، نحن المغاربة اللذين لا نعتبر المشاركة إنجازا لكننا متشبثون بالأمل ونطالب بالعمل، ومؤمنون بأنه دائما هناك أمل وجد وعمل وخيبة أمل على رأس كل أمل تحتمل.

هذا قلمي الذي يصرخ قائلا باسم المغاربة" نحن المغاربة"، لأن أقلام الصحفيين وكل من تعلم حروف الهجاء يجب أن تكون أقلاما لكل المغاربة، أقلاما تتحدث بصوت المغاربة، وتعبر عن همومهم وطموحاتهم.

نعم نحن المغاربة اللذين نعبر عن فخرنا بمنتخبنا مهما كانت النتيجة في المونديال، لكننا نمني ونطالب بصدق وطني وبإيمان راسخ وبحب عميق لهذا الوطن، بأن يعمل الجميع من أجله ويضحي الجميع من اجله، لا بالشعارات ولكن بالمشاريع والانجازات، نحن المغاربة في كل مكان في هذا العالم، لا صوت يعلوا فوق زئيرنا، فنحن المغاربة قادرون على التميز، ونحن المغاربة حقا رجالات هذا الوطن ورجالات هذا المونديال.

نعم، نحن المغاربة، كررها ما دمت تؤمن بمعناها وقوتها وقدسيتها في قلبك وروحك وعقلك، كررها ما دمت ساخطا وتحب وطنك، كررها ما دمت مثلما أنت وأينما كنت، تحس بأنك مغربي وبأن المغرب هو وطنك وعشقك الأبدي، نعم ككرها وقل بصوت عالي منتصب القامة مرفوع الهامة نحن المغاربة، وجاز لنا أن نفتخر فقط لأننا "نحن المغاربة".

*صحفي متدرب