بصفتي مواطن حر ومستقل ببلد ينعم بالحرية والاستقلالية ،ولي رأي فيما يحدث بمحيطي وبمجتمعي من قبيل حملة المقاطعة التي شغلت وتشغل الرأي العام الوطني حاليا والتي بغض النظر عن خلفياتها وتداعياتها ومن يستفيد ومن يتضرر منها ومن يدعمها وينخرط فيها ومن هو ضدها ،فأنا عبد ربه كاتب هذه السطور لدي رأي قد يشبه رأي الكثيرين بل ثقافة تكاد لا تختلف عن الثقافة الاستهلاكية لآخرين ممن يقبلون على اقتناء مواد استهلاكية أو حاجيات خدماتية آخذين بعين الاعتبار حدود إمكانياتهم المادية ،لا تهمهم علامة تجارية بعينها بقدر ما يهمهم عدد الدراهم التي بحوزتهم ،وإن عجزوا يكتفون بالقليل والرخيص والمتوفر حتى لو سدوا الرمق بخبز وشاي وزيت وقطعوا المسافات راجلين غير راكبين حاملين غير محمولين.
من هذا المنطلق والمنطق وإن كنت أومن بضرورة وجود ثقافة المقاطعة حتى لا يسود الاحتكار ويعم الغلاء وتنتفي شروط المنافسة الشريفة ومعها الجودة ،فإني أعلن مقاطعتي لكل من لا يقبل ويتقبل اختلافي ويناقشني في الأمر بكل تجرد وموضوعية، ولكل من لا يرى في سوى دابة وسط القطيع..
ولكل من يخونني بدعوى عزوفي عن شراء بضاعته بسبب غلائها أو عدم صلاحيتها
كما أعلن مقاطعتي لكل تاجر غشاش
لكل تاجر كبير يهضم حق الصغير
لكل تاجر لا يوفي الميزان بالقسط
لكل منتوج سعره لا يناسب جودته
لكل منتوج منتهية صلاحيته وأعيد تعليبه وبيعه
لكل مسؤول يغمض عينيه عن حالات الغش المتفشي
لكل من يزايد على أخيه بالمال والجاه أو الدين
لكل من يغتني على حساب البسطاء
لكل موظف بمؤسسة للدولة يترك بذلته فوق كرسي مكتبه لإثبات حضوره لدى رؤسائه بينما هو خارج مقر العمل لأغراض ومآرب أخرى غير خدمة المواطنين
لكل موظف مرتش يخدم هذا ولا يخدم ذاك
لكل مقاول يتحايل على الصفقات
لكل منعش عقاري يبني بيوتا قابلة لتحويل الأحياء إلى أموات
لكل مهندس يخضع لإغراءات المال ويساهم في شق طرق ومعابر الخطر والموت
لكل طبيب يعامل البشر معاملة البقر
لكل صحافي يغطي حقيقة الأحداث بعيون الغربال
لكل أستاذ تعليم لا يرى في نفسه مدرسا وأبا مربيا وموجها
لكل أب مستهتر متهرب من مسؤوليات البيت والأهل والأولاد
لكل أم لم تعد منبع الرحمة والحنان ومدرسة في قيم الأخلاق
لكل زوج متسلط يسيء للرباط المقدس
لكل زوجة شتت الشمل بفعلها وأفعالها
لكل أخ يسطوا على حق أخيه قيد الحياة وحق أبناءه بعد الممات
لكل قوي جبار يسطو على ضعيف مسكين
لكل من يحكم علينا أحكام قيمة
لكل من لا يرى فينا سوى أفواه مفتوحة يمكن ملؤها بأي كان
لكل من لا يرى فينا سوى أجسادا قابلة للحرث والزرع والجر والدفع
أجسادا قابلة للهلاك بسموم الحلال والحرام
لكل من لا يخاف الله فينا
لكل شركة غير مواطنة
لكل مواطن غير صالح
لكل مسؤول غير مسؤول
وأخيرا وقبلها أولا أعلن مقاطعتي لكل من لا يواكب دينامية عمل صاحب الجلالة ولا يعمل بتوجيهاته السامية في سبيل النهوض بأوضاع البلاد والعباد
فهل من متفق..أظنها المقاطعة رقم 1 .
مصطفى قسيوي