استقطاب نخب جديدة أولوية وطنية
حينما دعا جلالة الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش المجيد بتاريخ 30يوليوز 2018 ، مختلف الهيئات والأحزاب السياسية إلى العمل على استقطاب نخب جديدة، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، اقتناعا من جلالته أن أبناء اليوم، هم الذين يعرفون مشاكل ومتطلبات اليوم ، فإن هذه الدعوة في اعتقادي المتواضع، تشكل في ذات الوقت إشارة قوية ورسالة واضحة في حد ذاتها إلى جميع القوى الحية من مؤسسات عمومية وهيئات سياسية وجمعيات المجتمع المدني و مختلف القطاعات الوطنية سواء في المجال الدبلوماسي أوالثقافي أو الفني أو الرياضي أو غيرها من القطاعات، من أجل العمل على إعادة هيكلة نفسها وتجديد أساليبها ونخبها ليس فقط بما يتلائم ومتطلبات المواطنين والتجاوب المستمر مع مطالبهم ، ولكن أيضا بما يستجيب و التطورات والإنجازات الكبرى التي تعرفها بلادنا في العهد الجديد ، إن على المستوى الوطني أوعلى المستوى الدولي .
إن مسألة تجديد النخب ،أصبحت اليوم مطلبا ملحا وأولوية وطنية تقتضيها المرحلة الهامة والنهضة الشاملة التي يشهدها المغرب على مختلف المستويات السياسية والحزبية والإقتصادية والتنموية والدبلوماسية وغيرها ، ستمكن لا محالة الجيل الجديد من الأطر المغربية الشابة والكفاءات الوطنية من الإنخراط في مسلسل التنمية والإصلاحات التي تعيشها بلادنا في ظل العهد الجديد ، وهو ما سيدفع هذه المؤسسات والأحزاب والجمعيات حتما إلى تجديد أساليب وآليات اشتغالها حتى ترقى إلى مستوى و وتيرة وقوة الأوراش الوطنية التي نعيش إنجازها وتطورها المستمر يوما بعد يوم
إن الدعوة الملكية الهادفة إلى استقطاب نخب جديدة و التي تزامنت مع احتفال الشعب المغربي بالذكرى19 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين ، لها دلالتها الرمزية والتاريخية يجب العمل على الإقتداء بها وتحويلها إلى واقع ملموس ، في وقت تشهد العديد من المؤسسات والقطاعات والهيئات الإستشارية انعدام تجديد نخبها منذ سنين خلت .
ولعل المجال الدبلوماسي كواحد من الأوراش الوطنية الذي شهد بدوره طفرة قوية وإنجازات كبرى في عهد جلالة الملك محمد السادس ، هوأيضا في أمس الحاجة إلى هيكلة جديدة تطبيقا لمبدإالتداول و إلى إستقطاب نخب جديدة تعززالمنظومة الدبلوماسية الحالية ، بجيل جديد من الكفاءات الدبلوماسية والقنصلية الشابة و تستفيد في نفس الوقت من خبرة وكفاءة الأطر الدبلوماسية الحالية.
