ونحن على ابواب تجديد المؤسسات المهنية طبقا للقانون واعراف المهنة وتقاليدها ولعل من بين الشعارات المرفوعة من طرف اصحاب البذلة السوداء شعار التغيير فما المقصود بالتغيير ؟
الأكيد أن التغيير مرتبط بتغيير سلوكياتنا في الاتجاه الذي يحافظ على تجديد النخب المهنية والحفاظ على المؤسسات التي افرزتها اعراف المهنة وتقاليدها واهم هذه القواعد هو الادوار التي يقوم بها النقباء السابقون للهيئات وعلى راسها ضمان الحياد الموضوعي وتكريس دور التحكيم وابداء الرأي والمشورة للمؤسسات الممارسة انطلاقا من تجربتهم في تدبير المحاماة ، واظن ان الهيئات في حاجة الى نقباء سابقين بعدد يمكن من القيام بهذه الوظائف الكبيرة جدا خدمة للمهنة ،لذلك فان تقلد مهمة نقيب واعادة تقلدها يضرب في العمق هذه المبادئ ويجعل من المحاماة كائن عاقر في انتاج الكفاءات التدبيرية والقضاء على الخلافات الشخصية المرتبطة بهذا السلوك والتي مست في العمق التدبير العقلاني للهيئات ، ان المتتبع لتاريخ المحاماة في المغرب سوف يلاحظ ان شخصيات مهنية حقوقية كبيرة انتخبت من الزميلات والزملاء لمنصب النقيب وعلى الرغم من مكانتها المهنية لم تترشح مرة ثانية لمنصب النقيب ايمانا منها بان مؤسسة النقيب تتكون من النقيب الممارس والنقباء السابقين كما هو تابث من مهام المؤسسة عرفا وقانونا ولعل القدوة في هذا المجال اسماء كثيرة منها العميد ذ عبد الرحمان بنعمرو وذ عبدالعزيز بنزاكور وذ عبد الرحيم الجامعي وذ محمد الشهبي واخرون كتر ،
ان القراءة المتأنية لواقع الهيئات سوف تؤدي بنا الى اننا في طريق انقراض النقباء السابقين والذين من المفروض ان يقوموا بادوار حيادية لحل الخلافات والتدخل لابداء الرأي الحصيف المستمد من التجربة في التدبير المهني ، ان الترشح لمنصب المسؤولية يستدعي استحضار المصلحة العامة للمحاماة ومصلحة الزميلات والزملاء ، ان الواقع الحالي يتطلب من الجميع القيام بتمرين ديمقراطي يهذف الى تجديد النخب المهنية والعمل على الرفع من عدد النقباء السابقين في الاتجاه المؤدي الى التغيير والتجديد هذا رأيي مستمد من تجربتي المتواضعة في تدبير المحاماة والتحديات المطروحة علينا جميعا وفي الختام بالتوفيق للجميع لما فيه خدمة المحاماة والمحاميات والمحامين والعدالة بالمغرب.
& المحامي محمد أمغار، عضو هيئة المحامين بالدار البيضاء