هل يحل الذكاء الاصطناعي مشاكل العنف الديني؟

في محاولة منهم لفهم الظروف والمشاعر التي قد تؤدي للعنف الديني استخدم مجموعة من الباحثين من جامعات عدة الذكاء الاصطناعي في تصميم محاكاة اجتماعية لتقليد التدين البشري.

ويتركز محور الدراسة على ما إذا كان الإنسان بطبعه عنيفا، أو إذا كانت عوامل أخرى مثل الدين يمكن أن تسبب التوتر والقلق بين الجماعات المختلفة والتي يمكن أن تؤدي للعنف.

وكشفت الدراسة أن البشر مسالمون بطبعهم إلا أنهم مستعدون للعنف وتأييده عندما يتعارض الآخرون مع معتقداتهم الأساسية التي تحدد هويتهم.

وتختلف هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في أنها تقوم على إنشاء نموذج واقعي نفسي للإنسان باستخدام تكنولوجيا تسمى "الذكاء الاصطناعي متعدد العوامل" يمكنها التعرف على المجموعات الدينية المختلفة وتمييز شخص ما على أنه مسيحي أو يهودي أو مسلم، والطريقة التي تتفق بها الأديان مع معتقداتنا الشخصية.

واستخدم الفريق نظريات في علم النفس المعرفي لتقليد كيف يفكر الإنسان ويعالج المعلومات بشكل طبيعي، وعلى الرغم من وجود مجموعة من النظريات التي تقارن العقل البشري ببرنامج حاسوبي فإن هذا لا يعدو كونه مجرد تشبيه لم يختبر حتى الآن.

ولهذا برمج الفريق هذه القواعد ضمن برنامج الذكاء الاصطناعي، لإظهار كيفية تطابق معتقدات الفرد مع وضع المجموعة.

وقام بهذه الدراسة مجموعة من الباحثين من جامعات، من بينها أكسفورد، وبوسطن، وأغدر في النرويج، وهي لا تحاكي العنف، ولكنها تركز بدلا من ذلك على الظروف التي تبدأ بالقلق من كراهية الأجانب، ثم تتصاعد لتصل إلى العنف الجسدي.

ومن خلال النظر في كيفية معالجة البشر المعلومات باستخدام تجاربهم الشخصية أنشا الباحثون نماذج المحاكاة لأشخاص كانت لهم تجارب إيجابية مع أشخاص من ديانات أخرى وآخرين ممن واجهوا تجارب سلبية أو محايدة، ثم درسوا تصاعد أو تراجع العنف مع مرور الوقت، وإمكانية منعه أو إدارته.

وكشفت النتائج أن الاحتمالات الأكثر شيوعا للتوتر المتصاعد من كراهية الأجانب تحدث عند الشعور بالمخاطر الاجتماعية من أعضاء الجماعة الصغيرة (الأجانب) الذين ينكرون معتقدات الجماعة الأساسية أو القيم المقدسة للمجموعة الاصلية، ومع ذلك أدى هذا القلق إلى العنف في 20% من السيناريوهات التي تم إنشاؤها.

ومع أن نتائج الدراسة كانت متباينة إلا أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها الذكاء الاصطناعي متعدد العوامل لمعالجة هذا السؤال وإنشاء نماذج حاسوبية واقعية نفسيا، ويمكن أن يكون أداة إيجابية تدعم استقرار وتكامل المجتمعات.

وقد حصل الفريق مؤخرا على تمويل لمشروع جديد مدته سنتان في مركز نمذجة النظم الاجتماعية في كريستيانساند بالنرويج الذي يدرس التغيرات الديمغرافية المتعلقة بالهجرة والاندماج في أوروبا، مثل إعادة توطين اللاجئينالسوريين من لسبوس إلى النرويج لمساعدة الحكومة النرويجية على تحسين عملية الاندماج.