شهدت قاعة غريمالدي فوروم في موناكو مساء الخميس الثامن والعشرين من غشت 2025 أجواءً احتفالية خلال حفل سحب قرعة دوري أبطال أوروبا لمرحلة الدوري للموسم الجديد. الحفل الذي ينتظره عشاق كرة القدم في كل أنحاء العالم لم يقتصر على تحديد الخصوم، بل حمل طابعًا استعراضيًا جمع بين التاريخ والابتكار، وكان في مقدمته تكريم نادي تشيلسي الإنجليزي الذي أصبح النادي السادس في تاريخ أوروبا الذي ينجح في الفوز بالبطولات القارية الثلاث، دوري الأبطال والدوري الأوروبي ودوري المؤتمر الأوروبي، وهو ما منح “النادي اللندني“ حضورًا مميزًا منذ الدقائق الأولى للحفل.
الحفل اكتسب بريقًا إضافيًا بوجود نجوم الماضي الذين صنعوا أمجاد هذه البطولة، حيث شارك النجم البرازيلي ريكاردو كاكا في عمليات السحب على المسرح، فيما خطف السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الأضواء بظهوره في مقطع مرئي خاص أنتجه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، تحدث فيه عن مكانة دوري الأبطال وقيمته في مسيرة اللاعبين والجماهير، مؤكدًا أن هذه البطولة تظل دائمًا مسرح الأحلام. حضور هؤلاء النجوم منح المناسبة بعدًا رمزيًا يجمع بين الحاضر والماضي، وأضفى على الأجواء لمسة من الحنين والهيبة في آن واحد.
أما على المستوى الفني فقد اعتمد الاتحاد الأوروبي هذا الموسم على نظام هجين في عملية السحب، إذ بدأت المراسم بالطريقة التقليدية من خلال الكرات التي تحدد أسماء الأندية من المستويات الأربعة، ثم تولى برنامج إلكتروني متطور مهمة رسم المواجهات وتحديد هوية الخصوم الثمانية لكل فريق وتوزيع المباريات بين الأرض وخارج الأرض خلال لحظات، وذلك لتجنب التعقيدات الكبيرة التي كانت ستتطلب مئات الكرات وساعات طويلة من السحب اليدوي. وقد تمت مراجعة هذا النظام بدقة من قبل شركة التدقيق العالمية إرنست ويونغ لضمان الشفافية الكاملة.
القرعة أفرزت مواجهات كبرى منذ مرحلة الدوري، حيث وضعت تشيلسي في صدامات قوية أبرزها مع برشلونة وبايرن ميونيخ ونابولي، فيما جاء ليفربول في مجموعة من المواجهات الثقيلة أمام ريال مدريد وإنتر وأتلتيكو مدريد. ولم تخلُ النتائج من قمم أخرى مرتقبة مثل ريال مدريد ضد مانشستر سيتي، وبرشلونة ضد باريس سان جيرمان، وبايرن ميونيخ ضد تشيلسي، وهو ما يبشر بمرحلة أولى غاية في الإثارة.
من المنتظر أن يُعلن الجدول الكامل للمباريات في الثلاثين من أغسطس، على أن تنطلق مرحلة الدوري في السادس عشر من سبتمبر وتستمر حتى الثامن والعشرين من يناير. وبحسب النظام الجديد، فإن الأندية الثمانية الأولى في الترتيب ستتأهل مباشرة إلى دور الستة عشر، بينما ستخوض الأندية من المركز التاسع حتى الرابع والعشرين مباريات ملحق ذهابًا وإيابًا لتحديد بقية المتأهلين إلى الأدوار الإقصائية.
بهذا الشكل تحول الحفل من مجرد إجراء إداري إلى عرض استعراضي يوثق لمكانة دوري الأبطال باعتباره البطولة الأهم في كرة القدم العالمية. تكريم تشيلسي وإشراك أساطير مثل كاكا وزلاتان منحا الأمسية طابعًا خاصًا، فيما فتحت نتائج القرعة الباب لموسم يعد أن يكون من أكثر المواسم إثارة وتشويقًا في العقد الأخير.
