بنجلون: إسقاط "الإسلاميين" بالاقتراع تعبير حداثي

قال الأديب المغربي الفرنسي الطاهر بنجلون عن الهزيمة المدوية لحزب العدالة والتنمية خلال انتخابات 8 شتنبر، إنها إسقاط للإسلاميين بالطريقة الديمقراطية، الأمر الذي “أظهر به الشعب المغربي رغبته في المشاركة في تحديث البلد”.

وأوضح الطاهر بنجلون، في مقال نشر بموقع مجلة “لوبوان” الفرنسية، إنه بتراجع مقاعدهم في البرلمان من 125 إلى 13 مقعدا، نحّا الشعب المغربي الإسلاميين عبر صناديق الاقتراع و”أرسلهم إلى مساجدهم”، موضحا أن حزب العدالة والتنمية تصدر نتائج المحطتين الانتخابيتين السابقتين بالاستناد إلى الإسلام، عبر خطاب أخلاقوي إسلاموي “نجح في خداع المغاربة”.

وأضاف الأديب إن الحزب ضيع خلال السنوات العشر الماضية كل شيء، ولم ينجح في أي مشروع، ولا أي ورش، لا في مناهضة الفساد، ولا تحسين الصحة، ولا إصلاح التعليم، بل قام بالعكس تماما.

وتابع: “ولو أن حكومة العثماني تبدو وكأنها تدبر الجائحة، إلا أن القرارات المهمة اتخذها الملك”، مضيفا أن “الحملة الانتخابية للبيجيدي لم تقنع أحدا. ولم ينجح خطابهم الأخلاقوي”، وهو “فشل ذريع أكثر لأنه، للمرة الأولى، ارتفعت نسبة المشاركة وتجاوزت 50 في المائة، وتحرك الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الكثيرين على التصويت”.

ويرى الطاهر بنجلون أن المغرب أظهر أنه “يمكن عبر المنهج الديمقراطي إبعاد الإسلاميين عن المجال السياسي، وأنه قادر على حمل مشاريع التحديث للبلد”. كما ذكر أن هذه القدرة أغضبت “العسكر الجزائري”، الذي أجاب على “خطاب اليد الممدودة”، الذي ألقاه الملك في 30 يوليوز الماضي، و”خطاب الأخوة، وبناء مغرب موحد وقوي، الذي دعا إلى فتح الحدود”، بـ”التعيير، وقطع العلاقات الدبلوماسية”، مضيفا “من حظ المغرب أن الشعب الجزائري، الرائع، يحتج بشجاعة وشرف ضد الجنرالات الذين في السلطة منذ سنتين، ولن يساند أبدا الحرب ضد الشعب الجار”.

وختم بنجلون مقاله في “لوبوان” بأن عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المعين، من أكثر رجال المغرب ثراء، و”ربما سيطبق في تدبير البلد التقنيات نفسها التي يستعملها في شركاته التي تزدهر أكثر فأكثر. الأساس ألا يخلط بين الأمرين”.

تجدر الإشارة إلى أن الطاهر بنجلون سبق أن أثار جدلا واسعا في 2016، بعدما قال إن من أعطوا الأغلبية لحزب العدالة والتنمية في الاستحقاق الانتخابي السابق “غير متعلمين”، لأنه “لم نشرح لهم ما هي القيم الحقيقية للديمقراطية”، وبالتالي صوتوا لحزب “رجعي”، “معاد للمثليين”، و”عنصري”.