أكد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب ، على ضرورة استثمار العلاقات السياسية المتميزة والروابط البشرية والثقافية العميقة بين المغرب وموريتانيا لرفع مستوى التعاون الاقتصادي والتقني والخدماتي إلى مستوى الطموحات والإمكانيات الهائلة المتوفرة في البلدين. جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح أشغال الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي بنواكشوط.
وأشاد الطالبي العلمي بحسن اختيار محاور الدورة التي ركزت على قضايا حيوية كالزراعة وتربية الماشية والصيد البحري والتكوين وإعداد المهارات البشرية، بمشاركة وزراء وخبراء وممثلين للقطاع الخاص من البلدين، معتبراً أن منح المنتدى محتوى اقتصادياً كان قراراً صائباً. وأضاف أن العلاقات السياسية التي يرعاها جلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس محمد ولد الغزواني تشكل نموذجاً للعلاقات بين بلدين شقيقين جارين، مدعومة بروابط إنسانية وثقافية متجذرة.
وأوضح رئيس مجلس النواب أن البلدين مدعوان لاستثمار هذه الثوابت لرفع التحديات الكبرى المشتركة، مشيراً إلى التحديات الجيوسياسية في محيط مضطرب، وآفة الجفاف والتصحر الناجمة عن الاختلالات المناخية، وقضايا الهجرة التي يدبرها البلدان بمسؤولية وإنسانية. وأكد أن هذه التحديات ليست قدراً محتوماً، وأن التصميم والشراكة الصادقة والتعاون المكثف يمكن أن يكتبا قصة نجاح وازدهار وتنمية شاملة بين موريتانيا والمغرب.
وسلط الطالبي العلمي الضوء على العوامل التي تيسر هذا الهدف المشترك، من بينها تكامل اقتصادي البلدين، وموقعهما الاستراتيجي المطل على البحر والمحيط بشريط ساحلي طويل، مما يتيح إقامة مشاريع استراتيجية في السياحة والتجهيزات والخدمات، فضلاً عن الثروات المنجمية والسمكية. وأشار إلى إمكانية تحول البلدين إلى قاعدتين للتجارة الدولية ليس فقط بين إفريقيا وأوروبا، بل وفي اتجاه الأمريكيتين. كما اعتبر الهرم السكاني الشاب والموارد البشرية في كلا البلدين ثروة حاسمة للنهضة إذا تم تكوينها وتأطيرها بشكل جيد، مثمناً اقتراح قطاع التكوين كأحد محاور الدورة.
وفي ختام كلمته، دعا الطالبي العلمي إلى تحويل التحديات إلى فرص ومشاريع مشتركة، مؤكداً على دور المؤسستين التشريعيتين في مواكبة المشاريع الحكومية ومبادرات القطاع الخاص وتشجيع الاستثمارات المشتركة، لتحقيق رؤية قائدي البلدين في الصعود والنهضة المشتركة. كما جدد شكره لرئيس الجمعية الوطنية الموريتانية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.