بسبب الإستوزار.. الإستقلاليون يرفضون اتهامات "باطلة" ويطالبون بتوضيحات من القيادة الحزبية

شعر‭ ‬وزراء‭ ‬الاستقلال،‭ ‬بأنهم‭ ‬يتامى‭ ‬وسط‭ ‬الأغلبية‭ ‬الحكومية‭ ‬وفي‭ ‬البرلمان‭ ‬على‭ ‬الخصوص،‭ ‬وعبروا‭ ‬عن‭ ‬غضبهم‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬وأطر‭ ‬ومناضلي‭ ‬حزبهم،‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬صدهم‭ ‬اتهامات‭ ‬موجهة‭ ‬إليهم،‭ ‬اعتبروها‭ ‬باطلة،‭ ‬والتي‭ ‬روجت‭ ‬بأنهم‭ ‬قبلوا‭ ‬الاستوزار،‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬على‭ ‬مضض،‭ ‬باسم‭ ‬حزب‭ “‬الميزان‭” ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬مصادر‭ “‬الصباح‭”.‬

وأوضحت‭ ‬صحيفة "الصباح" نقلا عن مصادرها،‭ ‬أن‭ ‬وزراء‭ ‬الاستقلال‭ ‬انتقدوا‭ ‬ترويج‭ “‬إشاعة‭” ‬عنهم‭ ‬بأنهم‭ ‬غير‭ ‬مرتاحين‭ ‬في‭ ‬الحكومة،‭ ‬لأن‭ ‬تعويضات‭ ‬الوزارة‭ ‬الشهرية‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬ملايين،‭ ‬تعد‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الأجور‭ ‬السمينة‭ ‬والتعويضات‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬كانوا‭ ‬يحصلون‭ ‬عليها‭ ‬وهم‭ ‬مشتغلون‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والتي‭ ‬تتجاوز‭ ‬20‭ ‬مليونا،‭ ‬لذلك‭ ‬يفضلون‭ ‬مغادرة‭ ‬الحكومة،‭ ‬ولم‭ ‬لا‭ ‬خروج‭ ‬الاستقلال‭ ‬منها‭ ‬بصفة‭ ‬نهائية‭.‬

وأفادت‭ ‬الصباح،  ‬أن‭ ‬وزراء‭ ‬الاستقلال‭ ‬سيشتكون‭ ‬إلى‭ ‬أمينهم‭ ‬العام،‭ ‬نزار‭ ‬بركة،‭ ‬قصد‭ ‬التدخل‭ ‬لإيقاف‭ “‬الإشاعات‭” ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تداولها‭ ‬في‭ ‬المقر‭ ‬المركزي‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬بالرباط،‭ ‬وبمقر‭ ‬نقابة‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬للشغالين‭ ‬المقربة‭ ‬من‭ ‬الحزب،‭ ‬وفي‭ ‬المنظمات‭ ‬الموازية‭ ‬النسائية‭ ‬والشبابية‭ ‬وفي‭ ‬الروابط‭ ‬المهنية،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬تعميمها‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬مقرات‭ ‬الحزب‭ ‬والنقابة‭ ‬جهويا‭ ‬ومحليا،‭ ‬وفي‭ ‬البرلمان‭ ‬بمجلسيه‭ ‬النواب‭ ‬والمستشارين،‭ ‬ما‭ ‬جعلهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بـ‭ “‬الظلم‭” ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبير‭ ‬أحد‭ ‬الوزراء‭.‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬استقلالي‭ ‬لأحدهم‭ ‬في‭ ‬بهو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب، كما نقلت "الصباح"،‭ “‬حشومة‭ ‬وعار‭ ‬ترويج‭ ‬فكرة‭ ‬رفضي‭ ‬للوزارة‭ ‬التي‭ ‬عينني‭ ‬فيها‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬لتحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وأنا‭ ‬أشتغل‭ ‬بجد‭ ‬كي‭ ‬أكون‭ ‬عند‭ ‬حسن‭ ‬ظنه،‭ ‬وأعطي‭ ‬لبلدي‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬باستطاعتي‭”.‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬دواليب‭ ‬البرلمان‭ “‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬الذين‭ ‬يريدون‭ ‬الاستوزار‭ ‬ولهم‭ ‬طموح‭ ‬مشروع‭ ‬صدقوا‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإشاعات‭”‬،‭ ‬داعيا‭ ‬الاستقلاليين‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬الدعوة‭ ‬إليهم‭ ‬لعقد‭ ‬اجتماع‭ ‬خاص‭ ‬مع‭ ‬وزراء‭ ‬الحزب،‭ ‬كي‭ ‬يقدموا‭ ‬حصيلة‭ ‬عملهم‭ ‬التي‭ ‬وصفوها‭ ‬بالمشرفة،‭ ‬عوض‭ ‬تبني‭ ‬كلام‭ ‬خصوم‭ ‬الحزب‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتوقفوا‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬في‭ ‬ترويج‭ ‬فكرة‭ ‬مغادرة‭ “‬الميزان‭” ‬للحكومة،‭ ‬وتعويضه‭ ‬بحزب‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية‭.‬

ولمس‭ ‬وزراء‭ ‬الاستقلال،‭ ‬غياب‭ ‬مساندة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬برلمانيي‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬الجلسات‭ ‬العامة،‭ ‬واللجان‭ ‬البرلمانية‭ ‬الدائمة،‭ ‬بخلاف‭ ‬وزراء‭ ‬التجمع‭ ‬الوطني‭ ‬للأحرار،‭ ‬والأصالة‭ ‬والمعاصرة،‭ ‬الذين‭ ‬يجدون‭ ‬من‭ ‬يدافع‭ ‬عنهم،‭ ‬بل‭ ‬ويصد‭ ‬بقوة‭ ‬الانتقادات‭ ‬اللاذعة‭ ‬لبرلمانيي‭ ‬المعارضة،‭ ‬إذ‭ ‬تعرض‭ ‬رياض‭ ‬مزور،‭ ‬وزير‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة،‭ ‬إلى‭ ‬نيران‭ ‬صديقة‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬لعدم‭ ‬تشييد‭ ‬مناطق‭ ‬صناعية‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬والدوائر‭ ‬التي‭ ‬فاز‭ ‬بها‭ ‬نواب‭ ‬الحزب،‭ ‬ما‭ ‬جعلهم‭ ‬يصطدمون‭ ‬بناخبيهم،‭ ‬واضطر‭ ‬أحد‭ ‬قادة‭ ‬الحزب‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬الوزير‭ ‬مزور‭ ‬ومنتخبي‭ ‬جهة‭ ‬طنجة‭ ‬تطوان‭ ‬الحسيمة‭ ‬لتجاوز‭ ‬الخلافات،‭ ‬وكذا‭ ‬مع‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الجليل،‭ ‬وزير‭ ‬النقل‭ ‬واللوجستيك،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬انتقاده،‭ ‬أخيرا،‭ ‬بمجلس‭ ‬المستشارين،‭ ‬كي‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬شركة‭ ‬بحرية‭ ‬تعود‭ ‬لاستقلالي،‭ ‬أفلست‭ ‬ولم‭ ‬يتدخل‭ ‬لإنقاذها،‭ ‬كما‭ ‬تعرضت‭ ‬عواطف‭ ‬حيار،‭ ‬وزيرة‭ ‬التضامن‭ ‬والإدماج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والأسرة،‭ ‬لانتقادات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تدبيرها‭ ‬غير‭ ‬الجيد‭ ‬لمؤسسات‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فيما‭ ‬أجمع‭ ‬الاستقلاليون‭ ‬على‭ ‬الوزير‭ ‬بركة،‭ ‬معتبرين‭ ‬إياه‭ ‬مجتهدا‭ ‬دبر‭ ‬قطاعه‭ ‬بحنكة‭ ‬وكفاءة،‭ ‬وعابوا‭ ‬عنه‭ ‬عدم‭ ‬تحكمه‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الحزب،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تأخير‭ ‬عقد‭ ‬المؤتمر‭ ‬العام‭.‬