شهدت مدينة فاس امس الثلاثاء 25 دجنبر 2018، حالة إستنفار من قبل السلطات المحلية والأمنية، حيث حضر مسؤولون أمنيون بولاية أمن فاس، لتنظيم مرور الشخصيات السياسية والحقوقية والحزبية التي يتقدمها عبد الإله بنكيران خلال ولوجهم محكمة الإستئناف وكذا بعد نهاية الجلسة الأولى لمحاكمة القيادي بالحزب “عبد العالي حامي الدين “بتهمة المساهمة في مقتل الطالب اليساري أيت الجيد بنعيسى سنة 1993 بعد صراع عنيف للفصائل الطلابية بجامعة فاس.
كما شوهدت سيارات للأمن والقوات المساعدة ترابط بجوار محكمة الإستئناف بفاس منذ صبيحة اليوم، وسط تخوفات شديدة من مواجهة بين المتعاطفين مع عبد العالي حامي الدين والمناوئين الذين يطالبون بإعادة محاكمته جنائيا بعد ظهور معطيات جديدة حول الواقعة التي جرت نهاية القرن الماضي وسبق للقضاء أن قال كلمته فيها.
بن كيران يخطف الأضواء
خطف عبد الاله بنكيران الرئيس السابق للحكومة الأضواء بمحيط محكمة الإستئناف بفاس، رغم حضور العشرات من قادة حزب العدالة والتنتمية وطنيا ومحليا، حيث مباشرة بعد ظهوره في محيط محكمة الإستئناف إلى جانب “المتهم” عبد العالي حامي الدين، تجمع العشرات من المتعاطفين مع الحزب والمنتمين لبعض التيارات الإسلامية المعروفين لتحيته وإعلان دعمهم المطلق “للمتهم”.
ورغم رفضه منذ البداية تقديم تصريحات لوسائل الإعلام حول القضية، كشف عبد الاله بنكيران بأنه “مواطن عادي ولم يعد رئيسا للحكومة وهو ما يمكنه من جميع حقوقه بما فيها الحضور لمناصرة ودعم الأستاذ الجامعي والمستشار البرلماني عبد العالي حامي الدين”.
ورافق عبد الاله بنكيران صديقه حامي الدين الذي يعتبر أحد المدافعين الشرسين عن منجزات وسياسة الحكومة السابقة، من العاصمة الإدارية الرباط، إلى حين ولوجه محكمة الإستئناف بفاس، حيث أثار حضور بنكيران للجلسة الأولى للمحاكمة تساؤلات كبيرة سيكون لها ما بعدها في ظل الصراعات الشرسة داخل الأغلبية الحكومية وبين رئيس الحكومة وبعض رؤساء المجالس الدستورية.
البرلمانيون وشيوخ الحركة حاضرون
دقائق فقط عن الموعد المحدد لإنطلاق الجلسة الأولى لإعادة فتح ملف مقتل الطالب ايت الجيد بنعيسى نهاية القرن الماضي، بدأت وفود أعضاء حزب “المصباح” المتواجدين في المدن الأخرى تتقاطر على مقر محكمة الإستئناف بفاس، حيث تنقل إلى مقر محكمة الإستئناف أعضاء بالأمانة العامة وبرلمانيون وعمداء مدن ينتمون إلى الحزب.
وكان أبرز الشخصيات الحزبية والبرلمانية الحاضرة، “عبد الاله بنكيران” رئيس الحكومة السابق، و”سمية بنخلدون” الوزيرة السابقة وزوجة رئيس جهة درعة تافيلالت الحبيب الشوباني، و “الازمي الإدريسي” عمدة مدينة فاس ، ونائب مجلس المستشارين “عبد الإله الحلوطي”، بالإضافة الى نواب ومستشارين برلمانيين وجماعيين ينتمون إلى الحزب.
كما عاينت “بلبريس” حضور شيوخ حركة التوحيد والإصلاح ومنتمين لبعض الهيئات والجمعيات المناصرة والداعمة للتيارات الإسلامية خاصة السلفية منها، حيث حضرت شخصيات دينية معروفة بالعاصمة العلمية لمؤازرة عبد العالي حامي الدين نظير علاقاتهم منذ سنوات مع والده الراحل.
تأجيل المحاكمة ونجاح الأجهزة الأمنية
كما كان متوقعا، طالبت هيئة الدفاع عن عبد العالي حامي الدين من المحكمة في أولى الجلسات بمهلة لإعداد الدفاع ودراسة الملف والتهمة الموجهة لموكلهم، حيث إستجاب قاضي التحقيق بغرفة الجنايات لطاب الدفاع محددا يوم 12 فبراير من السنة المقبلة كموعد للجلسة الثانية لبدء المحاكمة.
وأشاد العديد من الحاضرين لمحاكمة عبد العالي حامي الدين، بنجاح السلطات الامنية بمدينة فاس، للحيلولة دون وقوع أعمال عنف أو تصادم بين المدافعين عن دم الطالب الراحل أيت الجيد بنعيسى والرافضين لمتابعة عبد العالي حامي الدين، حيث نظم الطرفين أشكال إحتجاجية وتضامنية على بعد أمتار قليلة بين الفريقين دون تسجيل أي حادث يذكر رغم الوضعية الصعبة وإحتشاد العشرات من المواطنين من كلا الطرفين.