بعيدا عن الانتقادات الموجهة إلى البرلمان الأوروبي كونه تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، فقد أعاد قراره المتعلق بوضعية حقوق الإنسان وحرية الصحفيين، فتح باب النقاش من جديد حول مجموعة من الإكراهات الحقوقية التي يعيشها المغرب منذ سنوات.
وفي هذا الصدد، أكدت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي، أنه بالفعل هناك مشكل في البلاد في مجال حقوق الإنسان والحريات وفيما يخص الإعتقال “التعسفي” وفي كل هذه القضايا ويجب أن يعالجها، مشيرة إلى أن “المغرب منذ أزيد من عقدين من الزمن قد دخل في العدالة الانتقالية وأنه يتقدم في اتجاه بناء دولة الحق والقانون التي من المفروض أن تضمن كل الحقوق والحريات”.
وقالت نبيلة منيب في تصريح لها لـ “بلبرييس”: “نحن بعد حراك 20 فبراير والحراك الشعبي في الريف طالبنا الدولة المغربية الإفراج عن نشطاء الحراك وقياداتهم والإفراج عن الصحفيين وإيقاف متابعة المدونين إلى ما غير ذلك، وكل ذلك كان سوف يصلح الأجواء الداخلية وسيوقف الإنفتاح داخل الوطن ويعيد الثقة في المستقبل وأكثر من ذلك كان سوف يحصن بلادنا وأن يمنعه ضد كل الأطماع وضد كل المتدخلين في شؤوننا الداخلية”.
وبعد قرار البرلمان الأوروبي المعادي للمغرب، شددت منيب أن “هذا يعطينا دروس في كيف نحمي الحقوق والحريات والحفاظ على حقوق الناس في التظاهر السلمي”، معتبرة أن “هذه بالفعل ضربة أراد الإتحاد الأوروبي أن يوجهها للمغرب معلنا فيها أيضا عن قضية قطر وما لحق بها من إفساد ورشاوي ويقال أن قطر ليست الوحيدة التي تدخل وإنما هناك أياد من المغرب أيضا”.
وترى زعيمة الحزب الاشتراكي أن “كل هذا لا يجب أن يخفينا، المفروض هو ماذا يجب أن نفعل”، قائلة: “نحن لا ننتظر توجيهات من الاتحاد الأوروبي ولكن يجب أن نستمع إلى نبض الشارع المغربي الذي طالب بكل هذا من الإتحاد الأوروبي، وكان من الضروري أن ننهي معه هذه المشاكل الداخلية التي تشوه صورة المغرب وتسمح للجميع أن يوجه لنا الضربات تلو الضربات، خصوصا في هذا السياق الدولي الذي فيه الصراع الجيوستراتيجي وفيه احتداد الصراع حول المنابع الطاقة ومحاولة السطو على العديد من الأمور”.
وفسرت نبيلة منيب سبب إقدام الاتحاد الأوروبي على هذا القرارا الذي وصفته بنوع من “الافتراس”، بالمفاوضات القائمة حول الصيد البحري أو في المواد الفلاحية المغربية والتي دائما ما تكون في صالح الإتحاد الأوروبي الذي يرعى مصالحه وتكن له القوة الكافية لكي ليدافع عن حقوقه.
الاتحاد الأوروبي اليوم، بحسب منيب، يرى تأزم الأوضاع ويريد أن يشارك هو الآخر في تأزمها لكي يحصل على امتيازات مستقبلا لصالح الاتحاد الأوروبي، وأكدت أن “المسألة كلها ليست مسألة عداء ومحبة بل هي مسألة مصالح، والإتحاد الأوروبي يعرف كيف يشهر بعض الأوراق للدافع عن مصالحه وعن التموقع، خصوصا وأن أوروبا اليوم تعاني معاناة كبيرة من أثر الحرب الأوركرانية والروسية المفتعلة وهي تجلس بين المطرقة والسندان، مطرقة الولايات المتحدة الأمريكية التي تدفعها إلى الحرب وسندان روسيا التي فرضت عيها عقوبات جعلتها تحبس امداد الغاز على أوروبا”.
وزادت منيب أن “أوروبا تواجه الآن مشكلة وهي تعمل على الخروج منها وأن تفرج عن أزمتها بتوجيه الضربات إلى جهات معينة لأنها تعرف أن الإنفتاح على أوروبا هو أساسي بالنسبة للاتحاد الأوروبي، والمغرب هو بوابة أوروبا ولذلك هو يضغط على المغرب ليحصل على امتيازات وإلى أمور المبتدئ الذي لا يعرف نوعية العلاقات الدولية وكيف تدار”.
وخلصت منيب “نحن نتعامل مع كل حدث بحمية الجاهلية وهذا ما لاينبغي أن يكون، بل يجب أن نعالج أوضاعنا وأن نمنع بلادنا بالديموقراطية وباحترام حقوق الإنسان وأن نفرج بالفعل عن الزفزافي وعن الصحفيين المعتقلين ظلما وعدوانا”.