يعيش حزب الأصالة والمعاصرة على وقع صراع داخلي بين عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب “الجرار” وزير العدل، وبين فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لـ”البام” وزيرة إعداد التراب الوطني والإسكان وسياسة المدينة.
وحسب مصادر من داخل الحزب فإن وهبي تعرض لانتقادات بسبب طريقة إدارته للحزب، وكذا بسبب تجميد عضوية هشام المهاجري في المكتب السياسي، وأن النائب سيحضر قريبا أمام لجنة التحكيم والأخلاق بحزب “الجرار”، بعد مهاجمته علنيا لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، حول قانون المالية لعام 2023.
وقالت نفس المصادر، إن حزب "التراكتور" وفي خضم التوتر القائم داخله، فإنه سيعقد مؤتمره الوطني قبل 2024، بسبب خلافاته مع المنصوري، حيث تتجه الأنظار لإعطاء منصب الزعامة إلى المنصوري بصفتها أحد أبرز مؤسسي الحزب.
وبالإضافة إلى "الأزمة الصامتة" التي يعيشها الحزب بين قياداته الكبرى، فإن الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة مهدد بمغادرة سفينة الحكومة في تعديل مرتقب السنة المقبلة، كما كانت أكدته “جون أفريك”، وذلك بعد ظهور انقسام في صفوف الحزب، أججه طريقة التدبير واتخاذ المواقف الانفرادية دون الرجوع إلى برلمان الحزب أي المجلس الوطني.
وكشفت الصحيفة في عددها الأخير، عن ضعف دور الأمين العام لحزب احتل المرتبة الثانيةفي الانتخابات التشريعية الأخيرة، وقادته الانتخابات إلى التحالف مع الاحرار والاستقلال لتشكيل حكومة عزيز أخنوش والسيطرة على أكبر الجهات والمجالس بالمغرب.
وأشارت الصحيفة الفرنسية نقلا عن مسؤول تنفيذي سابق وعضو مؤسس، إلى أن وهبي، الذي وصل إلى قيادة الحزب قبل 3 سنوات مستغلا غياب منافسين على هذا المنصب، “لا يملك رؤية واضحة، ولا يتردد في تقديم وعود كبيرة لن يفي بها”.
وأمام احتجاجات المحامين على المستوى الوطني، في وجه وزير العدل والانقسام الداخلي للحزب، تراهن المنصوري العضوة السابقة في “حركة لكل الديمقراطيين”، الذي سهر على تقوية هياكلها فؤاد علي الهمة، لقيادة المرحلة المقبلة، بعدما فقدت الاغلبية الثقة في الأمين العام الحالي للحزب.
وأشار تقرير "جون أفريك" إلى أن المحامية فاطمة الزهراء المنصوري تتمتع بشعبية قوية في مراكش، مكنتها للمرة الثانية من رئاسة جماعة مراكش، مضيفا إلى أنها ستكون المرشح الأبرز خلال مؤتمر الحزب المقبل لخلافة وهبي.
وأضاف أنها ستسفيد من منصبها الحالي كرئيسة للمجلس الوطني الذي يمنحها إمكانية الوصول المباشر إلى الميدان، وإلى مناضلي الحزب، وفق تعبير “جون أفريك”.
وقالت الصحيفة إن طريقة تدبير وهبي لشؤون الحزب يمكن أن تدفع المنصوري، رغم تأييدها لوهبي في الفترة السابقة حين توترت العلاقة بينها وبين إلياس العماري، وانتهى بها الأمر بدعم ترشيح وهبي، الذي كان أحد منتقديها الرئيسيين، إلى الترشح لمنصب “الأمين العام” لحزب الأصالة والمعاصرة.