د.بلقاضي.. بعد هزيمتها بمجلس الأمن الدولي..الجزائر تريد توريط"الجامعة العربية"

د. ميلود بلقاضي

يشكل الرئيس الجزائري تبون ووزير خارجيته لعمامرة وشنقريحة ثلاثي الشر المعقد من كل ما هو مغربي، بل ان درجة عقدة المغرب عتدهم بلغت لدرجة خطيرة من الهذيان، حتى اصبح المغرب عند هؤلاء هو قضية سياستهم الخارجية وسياستهم الداخلية، وشغلهم الشاغل، حنى تحول عداء المغرب عندهم لعقيدة ثابتة. والمتتيع للمواقف الجزائرية العدائية  ضد المغرب يلاحظ ان هذا العداء وصل الى اقصى مداه في عهد الرئاسة الحالية.

وفي هذا السياق، خرج وزير الخارجية الجزائري"رمطان لعمامرة" في تصريح الخطير، للصحيفة الجزائرية "L’EXPRESSION" الناطقة بالفرنسية، مفاده أن القمة العربية المزمع عقدها قريبا بالجزائر، ستكون قمة لـ"مساندة قضية الشعبين الفلسطيني والصحراوي" دون اي خجل.

ودون اي مبالغة فتصريح لعمامرة ينم على قمة الاستهتار والعبث والجهل السياسي والقانوني والديبلوماسي، وفيه خرق خطير لميثاق جامعة الدول العربية، وكأن القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر هي "الضيعة الخلفية" للنظام  الجزائري ، يحق له التحكم فيها وتوجيهها كما يريد لمجرد أنها تنعقد على اراضيه.

ان ما صرح به المسؤول الجزائري يعتبر خطأ قانونيا جسيما تتحمل فيه الجامعة العربية كامل المسؤولية، لان ميثاق الجامعة العربية يمنع على أي وزير بما فيهم وزير الدولة المحتضنة للقمة العربية الحديث او الإعلان عن جدول القمة قبل اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالجامعة، والاتفاق على القضايا التي ستطرح على جدول القمة العربية.

تصريح لعمامرة كونه رئيس دبلوماسية الدولة المنظمة، يعد خطأ جسيما وخطيرا، بعد تصريحيه علانية أن القمة العربية المقبلة ستكون قمة لمساندة ما أسماه بـ‘’الشعب الصحراوي؟"، هكذا وبكل وقاحة، دون أن يعي بخطورة تصريحه او الشعور بأي خجل من نفسه، خصوصا وهو يعلم ان جبهة البوليساريو المتواجدة على الأراضي الجزائرية ليست بدولة ولا بشعب،وليست عضوا في جامعة الدول العربية.

وأمام هذا المنزلق الخطير، يتعين على الأمين العام لجامعة الدول العربية التدخل بحزم لوضع حد لهذا الانحطاط الدبلوماسي، وأن ينبه الوزير الجزائري بخطورة تصريحه اللاقانوني، والمطالبة بسحبه لأنه خرق خطير لميثاق الجامعة العربية، وتوريط الجامعة في خلاف ثنائي مغربي/ جزائري، قد يؤدي الى شللها الشامل وهي التي تعاني من اختلالات بنيوية خطيرة منذ نشأتها.

لذا ،فتصريح وزير الخارجية الجزائري يبين درجة التيه والسعار اللذان أصابا الدبلوماسية الجزائرية جراء هزائمها المتتالية؛ ذلك أن هذا التصريح الخطير وغير محسوب العواقب يجب أن يقابل برد حازم من جامعة الدول العربية التي يعد المغرب من بين مؤسسيها.

بل على الدولة المغربية ان تطالب رئيس الجامعة العربية بإصدار بيان صريح وصارم لوقف استهتار الجزائر بأهداف و جامعة الدول العربية، لأنه ليس من حق لعمامرة أن يحول القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر شهر مارس المقبل إلى مواقف لخدمة أجندته السياسية والدعاية المجانية لكيان وهمي لا تعترف به الا الجزائر.

انعقاد القمة العربية المقبلة شهر مارس في الجزائر في ظل تصريح وزير الخارجية الجزائري واستمرار العلاقات مقطوعة مع الرباط، يعني بأن المغرب لن يشارك في هذه القمة اذا ما عقدت، ويمكن ان ينسف انعقادها اذا استمر النظام الجزائري في استفزاز المغرب.

وإذا حدث ذلك، فان عددا من الدول العربية لن تحضر أشغال القمة تضامنا مع المغرب، وقد تطالب هذه الدول بتأجيل عقد هذه القمة ، لانه ليس في مصلحة الجامعة العربية ولا العمل العربي المشترك انعقاد القمة العربية في الجزائر في أجواء تحويل الجزائر القمة الجامعة العربية الى اطار لشرعنة وجود كيان وهمي، هو في الأصل عصابات وميليشيات من صنع النظام العسكري الجزائري ، وهذا لن يكون في خدمة أي دولة عربية ، لانه سيقضي على آخر امل للعمل العربي المشترك في ظل نظام اقليمي عربي مشتت ومأزوم ومباح.

فهل ستتخلى الجزائر عن نرجسيتها وحقدها وعدائها المجاني للمغرب؟ وهل ستلتزم بميثاق الجامعة العربية حفاظا على ما تبقى من عمل عربي مشترك مهزوز؟ وهل سيتحمل رئيس الجامعة العربية وباقي الدول العربية والصديقة للمغرب مسؤوليتاها التاريخية والأخلاقية والسياسية لإقناع الجزائر أنها تجري وراء سراب اسمه’’ الشعب الصحراوي’’ لأكثر من 45 سنة، انفقت عليه اكثر من 600 مليار دولارا من اموال الشعب الجزائري؟

نأمل أن تتغلب حكمة العقل، لأن القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر قد تعقدت نتيجة تصريح وزير خارجيتها العمامرة قبل انعقادها، لذا تبقى كل الاحتمالات ممكنة مع نظام عسكري تائه يحكمه قادة ينتمون للقرن الماضي.

 

رئيس المرصد المغربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.