د.ميلود بلقاضي
تتجه كل أنظار الرأي الوطني والجزائري والدولي، هذا المساء، صوب العاصمة الرباط، للاستماع للخطاب الملكي بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، خطاب استثنائي في ظروف استثنائية بعد اختيار المغرب خيار السلم مع الجزائر واختيار الجزائر خيار الحرب مع المغرب، خصوصا بعد التطورات الأخيرة التي عرفها ملف الصحراء المغربية بين المغرب والجزائر.
تطورات متسارعة قضت على أحلام الجزائر وكيانها الوهمي، بعد إصدار مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2602 ، والذي شكل صدمة غير متوقعة للجزائر، ترجمها بيان الرئاسة الجزائرية العنيف وغير الأخلاقي ضد مجلس الأمن الدولي، وتحديها المجتمع الدولي برفضها العودة المشتركة في الموائد المستديرة، كما أقر بذلك قرار مجلس الأمن الدولي السابق ذكره.
ويتساءل المراقبون كيف سيكون الرد المغربي، من خلال الخطاب الذي سيوجهه جلالة الملك الليلة للشعب المغربي، بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة. هل سيكون خطاب الاستمرارية في التهدئة ومد يد السلام للجزائر كما عودنا جلالة الملك المعروف بحكمته وتبصره وبعد نظره الاستراتيجي لمخاطر الحرب وتداعياتها؟ أم سيكون خطاب اللامبالاة تجاه تراهات النظام الجزائري ؟ أم سيكون خطاب الحسم على ما يعتبره المغاربة “استفزازات الجزائر للمغرب” التي وصلت إلى وصف المغرب بدولة ” الإرهاب” و”الاحتلال” و”الصهيونية”؟.
هذا، وفي إطار حشد مزيد من السيناريوهات والروايات الخاصة بها حول حادثة قتل ثلاثة جزائريين بعد احتراق شاحنتهم في المنطقة العازلة، بداية الأسبوع الجاري، استدعت وزارة الخارجية الجزائرية، العديد من السفراء المعتمدين لديها، لإخطارهم بـ “الخطورة البالغة لعمل إرهاب الدولة الذي اقترف – المغرب – والذي لا يمكن تبريره بأي ظرف كان”. حسب بلاغ لوزارة الخارجية الجزائرية.
![]()
وحسب ذات المصدر فإن وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، وجّه مراسلات لعدة منظمات دولية، بما فيها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ولرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسي فقي محمد، وللأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط ،وكذا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن احمد العثيمين لتبرير الرد الجزائري والذي قد يكون عسكريا.
في هذا السياق المشحون، يترقب الرأي العام الوطني والجزائري والدولي الخطاب الملكي لهذه الليلة، لأهميته القصوى في الرد على ادعاءات الجزائر، خاصة أن المغرب لم يعلق حتى الآن رسميا على الاتهامات الجزائرية، سوى بتعليقات محدودة مثل “تفضيله لحسن الجوار” وفق الناطق باسم الحكومة.
وحسب العارفين بعمق الصراع المغربي الجزائري ، وباختلاف عقلية جلالة الملك وعقلية الرئيس الجزائري، فانهم يدركون حكمة وتبصر وحنكة جلالة الملك في تدبير الأزمات، وانه لن ينجر لخيار الحرب مع نظام عسكري يعاني كل العقد تجاه المغرب، لاقتناعه ان ما قاله الجنيرال الفرنسي دوكول GENERAL DEGAULE ” الا الحرب… فلا تتركوا العسكر هم من يقررونها ”.
لكن في نفس الوقت ، وكما قال ميكيافيلي “مع الانظمة العسكرية يجب ان تاخذ كل ما يصدر عنهم في زمن الهزائم بالجد، لانهم قادرون على فعل اي شئ ولو الانتحار بانفسهم اذا ما تركهم العقلاء وحدهم ……”.
رئيس المرصد المغربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية