خلال حملاتها الانتخابية المستمرة و التي ستنتهي في الساعة الثانية عشرة (12) ليلا من يوم الثلاثاء 7 شتنبر 2021، تحاول الأحزاب المغربية والبالغ عددها 32 حزبا والتي توجد في وضعية سليمة تؤهلها للمشاركة في الانتخابات العامة لسنة 2021، ضمن دوائر انتخابية محلية وأخرى جهوية، فضلاً عن المترشحين المستقلين، استمالة الناخبين بشتى الوسائل، فإلى جانب المهرجانات الخطابيّة والتعبئة على شبكات التواصل الاجتماعي، تبرز الشعارات وعناوين الحملات كوسيلة مفضلة لدى زعماء الأحزاب للوصول إلى عقول وقلوب المواطنين.
شعارات ذات دلالات متعددة
فقد اختارت جل الاحزاب السياسية شعارت ذات دلالات متعددة، ومنها : حزب العدالة والتنمية، شعار "مصداقية- ديمقراطية- تنمية "، فيما وضع حزب التجمع الوطني للأحرار شعار :"تستاهل حسن" شعارا له، اما حزب الاستقلال فقد اختار شعار: "الانصاف الآن"، واعتبر حزب الحركة الشعبية شعار" الحركة الأصل ومعاكم البديل"مناسبا لبرنامجه الانتخابي،أما حزب الاتحاد الاشتراكي فقد اختار شعار "المغرب اولا"، وحزب الاصالة والمعاصرة اختار شعار" باش نزيدو القدام" وحزب التقدم والاشتراكية اختار شعار:"ديما معاك بالمعقول"،اما عن فدرالية اليسار فقد اختارت شعار :"مستمرون معا من اجل مغرب آخر"، ووضع حزب الاشتراكي الموحد شعار:"حرية كرامة عدالة اجتماعية" على راس حملته الانتخابية، واختار حزب جبهة القوى الديمقراطية شعار "الكرامة أولا"،واختار حزب الاتحاد الدستوري شعار:"المغرب الذي نريد، فيما اختار الحزب المغربي الحر شعار:"دابا كاين معامن".
وعود معسولة لاستمالة الناخبين
وتهدف هذه الشعارت المرفوقة ببرامج الاحزاب السياسية،الى استمالة الناخبين من أجل التصويت عليهم في الانتخابات التي ستعرفها البلاد في شهر شهر المقبل، حيث يعتبرها مراقبون للشأن السياسي بوعود "معسولة وخارقة لا يمكن تصديق جزء كبير منها"، خاصة أن مجموعة من تلك الأحزاب كانت مشاركة في الحكومة الحالية والسابقة، ولم تقدم الخدمات التي تستعرضها اليوم، كما لو أنها أصبحت تملك عصا سحرية لحل كل المشاكل التي يتخبط فيها المغرب منذ سنوات.
انتقادات ساخرة و لاذعة
ولأن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أضحت الوسيلة المثلى التي يعبر بها المغاربة عن تذمرهم من التدبير الحكومي، والعمل السياسي للأحزاب، فقد عجت بالانتقادات الساخرة من أصحاب هذه الشعارات والحملات الانتخابية، وصارت تنتقدهم، وتتساءل عن الكيفية التي سيدبرون بها شؤون البلد، وتطبيق تلك الوعود المتعلقة بانتشال الشباب من البطالة وتشغيلهم، والرقي بالتعليم وبالأساتذة ووضعهم الاعتباري، والرفع من أجورهم، والنهوض بالاقتصاد المغربي والوضعية الاجتماعية للمواطنين، وهم لم يقدموا الشيء الكثير للشعب المغربي ولا لشبابه، الذين تم الاستغناء عنهم بحذف لائحة الشباب في التعديلات التي عرفها قانون الانتخابات التشريعية المقبلة.
شعارات للماركوتينغ السياسي تغيب عنها الايديولوجية
في هذا السياق قال خبير القانون الدستوري والأستاذ بجامعة ابن طفيل، رشيد لزرق في تصريح لبلبريس:"نلاحظ غياب الشعارات الايديولوجية التي كانت سابقا واغلبية الشعارت التي اختارتها الاحزاب في حملتها الانتخابية هي شعارات للماركوتينغ السياسي التي تحاول من خلالها الاحزاب جلب الناخبين والناخبات وعموما نجد بان ما يعاني منه المجتمع تحاول الاحزاب وضعه كشعارات، فمثلا كظاهرة اليأس هناك من قال الامل، ظاهرة عدم الثقة هناك من قال الثقة، ما يطرح السؤال حول:"الى أي حد تترجم برامج الاحزاب هذه الشعرات بدل اقتصار الشعارات كمركوتينغ سياسي بدون جدوى وبدون طعم ولا مذاق"
واضاف لزرق :ّ"ان الجديد في شعارت الاحزاب للانتخابات الحالية هو خلوها من النفس الايديولوجي الذي كما نراه سابقا حيث ان اكاد اجزم ان جل الشعارات منبثقة من مكتب التسويق الخاص بالاحزاب عوض ان تكون شعارات تظهر نوع الايديلولجية السياسية والحمولة الفكرية لكل حزب وهنا نعاني وللاسف بحيث ان المشهد الحزبي بالمغرب تغيب عنه التعددية السياسية رغم اننا نملك تعددية حزبية لان الكل يقول الكل"
تجدر الإشارة إلى أن المغرب سيعرف هذه السنة الاستحقاقات الانتخابية التالية: انتخاب أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس الجهات وأعضاء مجالس الجماعات والمقاطعات (الأربعاء 8 شتنبر2021)؛ وانتخاب أعضاء مجالس العمالات والأقاليم (الثلاثاء 21 سبتمبر 2021)؛ وانتخاب أعضاء مجلس المستشارين (الثلاثاء 5 أكتوبر 2021)، وهي الانتخابات التي خصصت لها الحكومة مبلغ 360 مليون درهم للأحزاب السياسية، من أجل تمويل حملاتها، في الانتخابات العامة الجماعية والانتخابات العامة الجهوية، إلى جانب تمويل الحملات الانتخابية المتعلقة بالمشاركة في انتخاب أعضاء مجلس المستشارين.