عبد اللطيف وهبي.... القوة الكارزماتية الصاعدة والطموحة ل "رئاسة حكومة 2021"
احمد العماري
حزب الاصالة والمعاصرة هو حزب استثنائي في تأسيسه وفي مساره وفي خطابه وفي قياداته .حزب استطاع ان يصيح رقما صعبا بالمشهد الحزبي منذ تأسيسه الى اليوم يوصف بحزب الكم وليس بحزب الكبف .
شكل في الانتخابات التشريعية الاخيرة ثاني قوة سياسية بالبلاد ب 104 برلمانيا، لكن هذا الكم لم يتجسد في الممارسة كقوة برلمانية تمارس المعارضة بالبرلمان حيث ان حضوره كحزب معارض بقي باهتا رغم عدد توابه.
تراسه عدة امناء جلهم لم يتركوا بصمات واضحة باستثناء الياس العماري الثعلب السياسي المارد الذي كاد ان يفعلها باحتلال حزب الاصالة والمعاصرة المرتبة للاولئ لقيادة حكومة سنة 2016 ،لولا المتغيرات التي طرأت في آخر لحظة.رحيل الياس العماري جعلت القيادي عبد اللطيف وهبي يقوم بنقد ذاتي عمبق لتدبير الحزب وكيفية اشتغاله مع التشبت بفكرة بأن البام لم بعد حزب السلطة .
هذا النقد الذاتي الذي آمن به وهبي هو سبب خلافه مع حكيم بنشماس الامين العام للحزب والمعروف باستبداده الناعم وتشبته برايه وعدم انفتاحه على الاخرين وبقاءه سجين معادلة حزب البام الذي اسس لمواجهة حزب البيجيدي ويجب ان يبقى كذلك ، عكس رؤية وهبي الذي فهم المتغبرات التي يعرفها المغرب،ودافع عن ضرورة انفتاح الحزب على باقي الاحزاب بما فيهم حزب البيجيدي دون اي خطوط حمراء . وجاء المؤتمر وفاز وهبي بالامانة العامة وقام بثورة داخل الحزب ان على المستوى المالي او التدبيري فوقع ما وقع .
اليوم وهبي اعاد للحزب وهجه وحضوره في النقاش العمومي ،واتخذ قرارات مؤلمة لكنها شجاعة وبها دخل غمار الاستحقاقات المقبلة في سياق استثنائي تحكمه جائحة كورونا.
اختار وهبي استراتيجية العماري من ناحية الهدف وهي احتلال الحزب المواقع الاولى، ولما لا الفوز برئاسة الحكومة المقبلة في انتخابات 8 شتنبر مع اختلافه مع الياس العماري في الاليات والوسائل لتحقيق نفس الهدف دون نسيان اختلاف سياق انتخابات 2016 مع اختلاف سياق انتخابات2021.
عبد اللطيف وهبي سياسي حالم والحلم في السياسة حق مشروع . حلم وهبي هو احتلال المرتبة الاولى ليضمن ان يكون من بين أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة،لكونه تتوفر فيه مقومات تغيب عند متافسيه منها:
وهبي قوة سياسية "مشاكسة"
وهبي القوة السياسية، المشاكسة، يتحرك على كل الواجهات بهدف تحقيق رغبته في رئاسة الحكومة المقبلة، وهو الأمر الذي يؤكد عليه مرارا في خرجاته الإعلامية، وأنه يمثل ثاني قوة سياسية بالبلاد في الانتخابات السابقة لكنه يطمح ليكون القوة الاولى في انتخابات 8 شتنبر ليترأس الحكومة المقبلة .
ويعتبر المحللون السياسيون،أن الأمين العام لحزب "التراكتور" يعد أقرب الزعماء السياسيين، لنيل رئاسة الحكومة المقبلة، باعتباره فاعلا سياسيا يمتلك كل مقومات الزعامة خصوصا انه يعمل بحكمة، له قدرات هاءلة على التفاوض وحل الأزمات ولاسيما أنه تجاوز إحدى أكبر المشاكل الحزبية، وهنا الحديث عن مشاكل المؤتمر الرابع ''وتياري الشرعية والمستقبل'' .
وهبي المحامي والسياسي ورجل لحل "الأزمات"
منذ توليه الأمانة العامة الحزب، قبل سنتين اتبع وهبي منهجا يقوم على جمع لم الباميين، حتى المعارضين له في المؤتمر الرابع، كما هو الشأن بالنسبة للعربي المحرشي وغيره من أتباع تيار الشرعية ."ولأن الوحدة هي الأساس في الأحزاب السياسية، وخوض غمار الانتخابات"، عمل عبد اللطيف وهبي على إجراء عدد من اللقاء ات والاجتماعات من أجل توحيد الصف، والدخول بشكل وحدوي لغمار شتنبر .
وهبي كائن تواصلي بـ"لغة المغاربة"
المحللون يؤكدون أن خطابه، المشاكس قد يكون عاملا أساسيا لكسب أصوات المغاربة، ولاسيما أن مداخلاته قريبة بشكل كبير للعامة، وهو ما بعطيه التميز في الحملات الانتخابية .فهو يعتبر رجل الإقناع السياسي، وهو ما أبان عنه في عدد من المداخلات الإعلامية سواء عبر ندوات رقمية وحضورية، بالإضافة لحضوره في اللقاءات المتلفزة .
وهبي السياسي ذو المعارف والتكوينات المتعددة
عبد اللطيف وهبي، بالإضافة لدوره السياسي، كأمين عام لثاني قوة سياسية في المغرب، فيعد فاعلا حقوقيا، حيث ترافع على معتقلي حراك الريف، في المحاكمات وكذلك أبدى نيته تزكية المعتقلين للاستحقاقات المقبلة، وهو الأمر الذي عجز عنه مجموعة من الزعماء . دافع كذلك على الصحفيين الأربعة في ملف "نشر أخبار صحيحة"، وهو ما يجعل من عبد اللطيف وهبي، فاعلا سياسيا ومدافعا على حقوق الإنسان في نفس الآن .
فهو رجل ممارس سياسيا وفاعلا حقوقيا ومحاميا صلبا وكائنا تواصليا بامتياز.كل هذه الخصال تعطيه التميز رغم كونه مزاجيا وعفويا في فكره وفي تواصله .
وهبي صاحب الشرعية السياسية و الشرعية التمثيلية
اختار وهبي الترشح للمرة الثانية بالدائرة الانتخابية تارودانت وله حظوظ قوية للفوز بمقعد لاقتناعه بان قوة الفاعل السياسي لا تستمد من قيادة الحزب فقط ، بل تستمد ايضا من الشرعية التمثيلية اي من شرعية الانتخابات، لذى يراهن وهبي الترشح وعينه على احتلال حزب الجرار المرتبة الاولى رئيسا للحكومة، وان كان الهدف صعب المنال في اعتقادي الخاص لكنه ليس بالمستحيل,
لذى ستتجه كل الانظار يوم 8 شتنبر نحو وهبي وحزب الجرار للتأكد من صحة هل حزب الجرار سيكون القوة السياسية الاولى او الثانية كما كان سنة 2016 ام ان النتائج التي سيحصل عليها في انتخابات 2021 ستعكس حجمه الحقيقي .
على كل ، يبقى وهبي فاعلا سياسيا ديناميا يقود حزب هو في الاصل خليط من المرحعيات الفكرية ،وهبي اختار بناء الحزب / المؤسسة وليس حزب الاشخاص يخوض معارك متعددة وعلى اكثر من جبهة، لكنه يعمل بجد وبصير ليبقى حزب الجرار القوة الاولى اوالثانية في الانتخابات المقبلة، ولما لا قيادة الحكومة المقبلة بعد انطفاء مصباح العدالة والتنمية، لان الساحة اصبحت متساوية بين وهبي واخنوش وبركة لقيادة الحكومة المقبلة .
