حروب الجيل الجديد تدق الأبواب: الأمن السيبراني والبنية التحتية.. معركة المغرب القادمة

يعتبر التسريب الذي حصل لبيانات مجموعة الاشخاص والشركات الخاصة بعد استهداف موقع وزارة الإدماج الاقتصادي، والمقاولة الصغرى، والتشغيل والكفاءات، وموقع الضمان الاجتماعي من طرف مجموعة قراصنة  مجهولين ، جرس انذار، لكن للحديث بصراحة،  لا يتم الاستثمار بالشكل الكافي في البنية التحتية الرقمية، وعندما نقول البنية التحتية الرقمية نقول الحوسبة السحابية، وما أدراك ما السحاب، وهي جوهرة التاج في البنية التحتية الرقمية اضافة الى أمور أخرى.

للإشارة تسيطر الولايات المتحدة على حصة الاسد من مراكز البيانات الضخمة  من خلال شركات التكنولوجيا العملاقة كأمازون وجوجل وكلودفلاير وميكروسوفت وغيرها...

أصبح من الضروري إعادة النظر في استراتيجية المغرب للبنية التحتية الرقمية والأمن السيبراني فهذه الهجمات تشكل جرس إنذار يستدعي تحركاً فورياً.

أكيد أن المغرب حقق تقدما ملحوظا في مجال الرقمنة، لكن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية لا يزال دون المستوى المطلوب.

فمعظم خدمات الحوسبة السحابية تعتمد على شركات أجنبية، مما يضع البيانات خارج السيادة الوطنية وهذا يخص دولا كثيرة وليس فقط المغرب، بحكم ان امريكا تتصدر العالم متبوعة بالمانيا وبريطانيا فالصين. وفق معطيات منصة ستاتيستا لشهر مارس 2025.

مثل هذا النوع من الهجمات، رغم محدوديتها الغاية منها ، ليس احداث الضرر المادي بل تروم الإرباك، وجس النبض وهي تدخل ضمن تكتيكات الجيل الجديد من الحروب التي كشف عنها المسلسل الأخير للنجم روبير دي نيرو من 6 حلقات ’’يوم الصفر’’ ، حيث تتعرض الولايات المتحدة لهجوم سييبراني لمدة دقيقة واحدة فقط تسبب في اضرار مادية جسيمة وعصف بحياة 3000 شخص، ووضع البلاد في حالة من الاضطراب، ورافق الهجوم ظهور رسالة تنص على أن "هذا سيحدث مرة أخرى" عبر الشاشات في جميع أنحاء البلاد.

للخروج من هذه المعضلة وحتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى ينبغي الاستثمار في البنية التحتية ومراكز البيانات الضخمة وطنيا، وتوسيع شبكة الألياف البصرية والجيل الخامس.

والأهم من ذلك كله الاستثمار في الموارد البشرية، وبلادنا لاينقصها هذه الموارد،  الشباب المغاربة مبدعون حقيقة .. سبق أن التقيت في معرض جيتكس بعضا ممن يمثلون نموذجاً للكفاءات الوطنية القادرة على المنافسة عالميا.

هؤلاء الشباب يملكون المهارات اللازمة لتطوير حلول تقنية متطورة، لكنهم يحتاجون إلى الاعتراف والدعم وليس الاستقطاب على أساس الولاء الحزبي، لأن الوطن أولا.

الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والأمن السيبراني ليس خيارا بل ضرورة ملحة للمغرب في ظل التحديات الأمنية المتزايدة.

الهجمات الأخيرة أثبتت أن تأجيل هذا الاستثمار يمكن أن يكلف البلاد خسائر فادحة، ليس فقط مادية، بل تتعلق بالسيادة الوطنية وسمعة المغرب كوجهة للاستثمارات الرقمية.