يعيش المجتمع السويدي صدمة عميقة إثر حادث مأساوي غير مسبوق في تاريخ البلاد، حيث أقدم رجل يبلغ من العمر 35 عاماً على تنفيذ عملية إطلاق نار داخل مركز تعليمي للبالغين في أوربرو، مخلفاً 11 قتيلاً بينهم منفذ الهجوم نفسه.
وفي تفاصيل الحادث المروع، أكدت الشرطة السويدية أن المهاجم، الذي يمتلك رخصة حيازة سلاح وسجلاً جنائياً نظيفاً، تصرف بمفرده دون دوافع أيديولوجية واضحة. وكشفت التحقيقات الأولية، استناداً إلى شهادات أقاربه، أن الجاني كان يعيش حياة انعزالية بعيداً عن عائلته وأصدقائه، وكان عاطلاً عن العمل.
وصفت لين، تلميذة تبلغ 16 عاماً، المشهد المروع قائلة: "رأيت جثثاً على الأرض والدماء في كل مكان، والناس في حالة ذعر وبكاء". وأضافت أن حالة من الفوضى والهلع سادت المكان، مع تدفق الأهالي القلقين إلى موقع الحادث.
وروى معلمان في المدرسة، ميريام جارليفاك وباتريك سودرمان، لحظات الرعب التي عاشاها، حيث اضطرا للاختباء تحت مكاتبهما مع مجموعة من الطلاب لمدة طويلة، بينما كانت أصوات إطلاق النار تتردد في أرجاء المبنى.
وفي رد فعل رسمي على الحادث، وصف رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسن الواقعة بأنها "أسوأ عملية قتل جماعي" في تاريخ البلاد، معرباً عن حزنه العميق لتحول يوم دراسي عادي إلى كابوس حقيقي. كما عبر الملك كارل السادس عشر غوستاف عن صدمته وحزنه العميق للحادث.
يأتي هذا الحادث في سياق تزايد أعمال العنف في السويد خلال السنوات الأخيرة، رغم أن المدارس ظلت نسبياً بمنأى عن مثل هذه الحوادث. وقبل شهرين فقط، شهدت مدينة كريستيانستاد حادثاً مماثلاً حين أقدم مراهق على طعن طالب ومعلم في إحدى المدارس.
وتبقى الأسئلة الكثيرة حول دوافع هذا الهجوم المروع بدون إجابات واضحة، بينما تواصل السلطات تحقيقاتها المكثفة لفهم ملابسات هذه المأساة التي هزت المجتمع السويدي بأكمله.