أعلنت شركة “ميهادرين” الإسرائيلية، وهي من أكبر المصدّرين العالميين للفواكه الطازجة، عن دخولها السوق المغربية عبر مشروع لزراعة الأفوكادو بشراكة مع مستثمر محلي لم يُكشف عن هويته، في صفقةٍ تُقدَّر بأكثر من 80 مليون درهم وتمتد على ثلاث سنوات.
الخطوة وُصفت من قبل مراقبين بأنها اختبار جديد للعلاقات الاقتصادية بين الرباط وتل أبيب، خاصة وأنها تأتي في خضم أزمة مائية خانقة يعيشها المغرب.
ووفق تقارير إسرائيلية، ستستغل الشركة نحو 455 هكتارًا من الأراضي ضمن برنامجها العالمي “Global Farming”، على أن يُوجَّه الإنتاج، المقدّر بـ10 آلاف طن سنويًا، إلى الأسواق الأوروبية، بينما يُخصص جزء ضئيل للسوق المحلية.
لكن الإعلان فجّر موجة انتقادات واسعة، إذ تُتهم “ميهادرين” في فرنسا بمحاولة التحايل على المقاطعة عبر إعادة تصدير منتجات إسرائيلية تحت ملصقات دول أخرى. كما أثار المشروع تساؤلات حول طبيعة الشراكة، بعدما كشفت مصادر أن الشركة الإسرائيلية ستمتلك 51 في المائة من رأس المال في الكيان الجديد.
وبينما يتحدث المهنيون عن إغراقٍ إسرائيلي للأسواق الأوروبية بأفوكادو منخفض الثمن من صنفي زيتانو وفويرتي، يرى ناشطون مغاربة أن دخول الشركة إلى البلاد “مفارقة مؤلمة” في وقت يعاني فيه الفلاحون من العطش وتراجع الإنتاجية، وتتصاعد فيه الدعوات الشعبية لوقف كل أشكال التطبيع مع إسرائيل بعد مجازر غزة.