مستشار جماعي يكشف لبلبريس علاقة استقالته باحتجاجات “جيل Z”

في خطوة غير مألوفة داخل المشهد السياسي المحلي، أعلن موسى العريف، عضو مجلس مدينة الرباط عن الحزب المغربي الحر، استقالته من عضوية المجلس، مبرراً قراره بما اعتبره صرخة رمزية تضامناً مع احتجاجات الشباب المغربي.

وأوضح العريف في نص استقالته أن القرار لم يكن سهلاً، لكنه جاء نتيجة اقتناع عميق بأن أصوات الشباب التي تعالت في الشوارع تعبّر عن معاناة حقيقية مع البطالة وغلاء المعيشة وضعف الخدمات العمومية من صحة وتعليم.

وأضاف أنه اختار أن يضع نفسه إلى جانب هؤلاء الشباب، لا في موقع المتفرج أو الصامت، بل في موقع التضامن العملي، مؤكداً أن مسؤولية المنتخبين تقتضي أولاً الإنصات للمواطنين حين يرفعون أصواتهم بالطرق السلمية مطالبين بالكرامة والعدالة الاجتماعية.

وأكد العريف أن استقالته رسالة واضحة بضرورة فتح حوار وطني جاد ومسؤول يعيد الثقة المفقودة بين الشباب ومؤسساتهم، مشدداً على أنه سيواصل التزامه بخدمة الوطن من خارج المجلس عبر مختلف السبل المدنية الممكنة.

وفي تصريح خصّ به بلبريس، أشار عضو الحزب المغربي الحر إلى أن الدستور والمواثيق الدولية تضمن حق التجمهر السلمي، معتبراً أن المقاربة الأمنية التي وُوجه بها الشباب المحتج كانت متسرعة وعنيفة.

وأوضح المتحدث أنه نزل إلى الشارع ليعاين الوضع بنفسه، ورأى شباباً يرفعون مطالب اجتماعية مشروعة، لكنه شعر أنهم قبل كل شيء كانوا يصرخون ضد “الحگرة”، حيث أضاف قائلاً: المغرب يتقدم ويشهد مشاريع كبرى، لكن أين موقع الشباب من كل هذا؟ هذه الإصلاحات لمن؟

وذكّر العريف بأنه، خلال فترة انتدابه سواء في مجلس مقاطعة اليوسفية أو على مستوى المدينة، ظل يطرح أسئلة كتابية ومداخلات مرتبطة بدعم القطاعات الحيوية والشباب، إلا أن الهوة بين الخطاب الرسمي وانتظارات الشارع مازالت قائمة.

واعتبر المصدر أن اختيار الشباب النزول إلى الشارع للتعبير يعني أنهم فقدوا الثقة تماما في النخب السياسية، وهو ما يفرض، حسب قوله، إعادة ترتيب الأولويات الوطنية بما يضع قضايا الشباب في صدارة السياسات العمومية.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *