كشفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن قضية الصحراء مقبلة على منعطف حاسم خلال الاجتماع المقبل لمجلس الأمن الدولي نهاية أكتوبر، حيث يجري تداول مقترح استبدال بعثة المينورسو ببعثة جديدة تحمل اسم المنساسو، تكون مهمتها مرافقة مسلسل الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية بدل الترويج لاستفتاء تجاوزه الزمن.
واعتبر الصحيفة أن هذا التطور، يعني إقرار المجتمع الدولي بجدية المقترح المغربي باعتباره الحل الواقعي الوحيد، ويمثل تتويجًا دبلوماسيًا للمملكة يفتح الباب أمام إزالة الصحراء من قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي.
ووفق الصحيفة فإن باريس وواشنطن تقودان هذا المسار بدعم من لندن، انطلاقًا من قناعة بأن الحكم الذاتي المغربي يشكل الإطار الوحيد القابل للتطبيق، بينما تتحرك الرباط لإقناع الأعضاء غير الدائمين داخل مجلس الأمن بالتصويت لصالح المقترح، مع التعويل على امتناع روسيا والصين عن استعمال الفيتو. فرنسا تضع الملف في صلب أولوياتها، حيث يستعد الرئيس إيمانويل ماكرون لخريف دبلوماسي يضع فيه الصحراء في قلب رهانات السياسة الخارجية.
وفي الداخل الفرنسي برز تحول في مواقف بعض القوى السياسية التي طالما تبنت الطرح الجزائري، إذ صرحت برلمانية أوروبية عن حركة فرنسا الأبية أن الحكم الذاتي خيار واقعي وأشادت بإنجازات المغرب، وهو ما أثار غضب الجزائر ودفع إعلامها الرسمي إلى شن هجوم عنيف على الحركة وزعيمها جان لوك ميلانشون.
في المقابل يواصل النظام الجزائري التمسك بخيار الاستفتاء، حيث جدد الرئيس عبد المجيد تبون والأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي خطاباتهما حول هذا الخيار، في وقت يزداد فيه التفاف المجتمع الدولي حول المبادرة المغربية.
الولايات المتحدة من جهتها تلوح عبر الكونغرس بإمكانية إدراج البوليساريو ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية، ما يعكس إدراكا متزايدا لارتباط الانفصال بتهديدات أمنية، في حين تواصل إدارة بايدن تقديم عروض اقتصادية للجزائر دون أن تتراجع عن دعمها للمغرب.
وتخلص لوفيغارو إلى أن خريف نيويورك سيكون حاسمًا، فإذا حصل المقترح على تسع أصوات على الأقل دون اعتراض من الأعضاء الدائمين، سترى المنساسو النور ويتم طي صفحة الاستفتاء نهائيًا، أما إذا تم الاكتفاء بتمديد ولاية المينورسو فسيبقى الوضع على حاله.