سارع القادة الإسرائيليون إلى التعبير عن رفضهم الشديد لإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية فرنسا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر المقبل بنيويورك.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن خطوة ماكرون تمثل “مكافأة للإرهاب” وتهديداً وجودياً لإسرائيل، وأضاف أن هذا القرار “يوفر منصة انطلاق للقضاء على الدولة العبرية”. وتابع في بيانه: “قد يؤدي ذلك إلى ظهور وكيل إيراني جديد يشبه ما حدث في غزة، حيث ستكون إقامة دولة فلسطينية منصة لإبادة إسرائيل وليس للعيش بسلام بجانبها”. وأكد نتانياهو أن الفلسطينيين “لا يسعون إلى دولة إلى جانب إسرائيل، بل بدلاً منها”.
من جهته، قال وزير الخارجية جدعون ساعر إن أي “دولة فلسطينية ستكون دولة لحماس”، في إشارة إلى سيطرة الحركة على قطاع غزة.
كما وصف وزير العدل ونائب رئيس الوزراء ياريف ليفين قرار ماكرون بأنه “دعم مباشر للإرهاب” واعتبره “وصمة عار في تاريخ فرنسا”.
بدوره، شدد وزير الدفاع إسرائيل كاتس على أن إسرائيل “لن تسمح بإنشاء كيان فلسطيني يمس أمنها”.
وفي موقف أكثر تشدداً، اعتبر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إعلان ماكرون “منح إسرائيل دافعاً إضافياً لضم الضفة الغربية ووضع نهاية للوهم الخطير بدولة فلسطينية إرهابية”، حسب تعبيره.
وفي السياق التشريعي، صادق الكنيست الأربعاء على نص غير ملزم يدعو الحكومة إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وضمها، تماشياً مع مطالب اليمين المتطرف، وسط انتقادات لقرار ماكرون من قوى المعارضة أيضاً.
على منصة “إكس”، اعتبر رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت أن قرار ماكرون يعكس “انهياراً أخلاقياً” وسيكون “في مزبلة التاريخ”، بينما كتب النائب المعارض أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أن الاعتراف بدولة فلسطينية “مكافأة للإرهاب وتشجيع لحماس، المنظمة التي نفذت أبشع مجزرة ضد اليهود منذ الهولوكوست”.
وفي رد ساخر، أعاد عميخاي شيكلي، وزير شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية، نشر مقطع فيديو يظهر السيدة الفرنسية الأولى بريجيت ماكرون تدفع زوجها بعيداً بذراعيها، وأرفقه برسالة مباشرة للرئيس الفرنسي قائلاً: “هذا هو ردنا باسم الحكومة الإسرائيلية على اعترافكم بدولة فلسطينية”.
الولايات المتحدة ترفض وتصف القرار بـ”المتهور”
من جانبها، صرحت الولايات المتحدة عبر وزير الخارجية ماركو روبيو الجمعة بأنها ترفض خطة ماكرون، واصفاً القرار بأنه “متهور”. وقال روبيو في منشور على منصة “إكس” إن القرار “يخدم دعاية حماس فقط ويعرقل جهود السلام”، مضيفاً أنه “صفعة في وجه ضحايا السابع من أكتوبر”، في إشارة لهجوم الحركة الفلسطينية الذي أشعل فتيل الحرب المستمرة في غزة.
ردود فعل فلسطينية وعربية وأوروبية متباينة
بدوره، رحب نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ بإعلان ماكرون، وقال إن “هذا الموقف يجسد التزام فرنسا بالقانون الدولي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة”.
من جانبها، ثمّنت حركة حماس قرار ماكرون واعتبرته “خطوة إيجابية نحو إنصاف الشعب الفلسطيني المظلوم”، داعية الدول، لا سيما الأوروبية، إلى خطوات مماثلة.
وعربياً، أكدت المملكة العربية السعودية في بيان لوزارة الخارجية “أهمية استمرار الدول في اتخاذ خطوات تساهم في تنفيذ القرارات الدولية وتعزيز الالتزام بالقانون الدولي”، بينما وصفت وزارة الخارجية الأردنية إعلان ماكرون بأنه “اتجاه صحيح” وأكدت على “حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته ذات السيادة”.
وفي إسبانيا، عبر رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، المعروف بمعارضته للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، عن دعمه للخطوة الفرنسية، وكتب على منصة “إكس”: “معاً يجب أن نحمي ما يحاول نتانياهو تدميره. حل الدولتين هو الحل الوحيد”.
أما ألمانيا، فتبدي موقفاً أكثر تحفظاً، معتبرة أن الاعتراف في الوقت الحالي سيكون “إشارة سيئة”.