بعد مقال "بلبريس".. الإسلاميون يرفعون الحرج ويتضامنون مع أخيهم سعد الدين العثماني!

أعربت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عن استيائها الشديد من الطريقة التي جرى بها التعامل مع الأمين العام السابق للحزب، سعد الدين العثماني، خلال مشاركته في ندوة علمية بكلية العلوم التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، يوم الخامس من يونيو 2025، وذلك بعد دعوة رسمية تلقاها من إدارة المؤسسة.

وجاء في بلاغ صادر عقب اجتماعها الأسبوعي المنعقد يوم الخميس الماضي، برئاسة الأمين العام عبد الإله ابن كيران، أن الحزب يعتبر ما تعرض له العثماني شكلاً من أشكال الاعتداء المرفوض، مشدداً على أن الحق في التعبير والاختلاف لا يبرر أبداً اللجوء إلى العنف المادي أو اللفظي.

وشددت قيادة الحزب على أن الجامعة يجب أن تظل فضاء حراً للحوار والتلاقح الفكري، ومجالاً للتعبير السلمي عن الآراء وتبادل المواقف بطرق حضارية، معتبرة أن أسس التعايش الديمقراطي تُنتهك حينما يتم خنق حرية الرأي عبر العنف أو الإقصاء.

ورغم مرور تسعة أيام على الواقعة، لم يصدر الحزب موقفه إلا بتاريخ 14 يونيو، الأمر الذي يثير تساؤلات حول أسباب هذا التأخير، وهل تأخرت القيادة في التفاعل لأنها شعرت بحرج سياسي أو تنظيم داخلي من الحادث، خاصة في ظل السياق الحساس الذي يمر به الحزب منذ الانتخابات الأخيرة وتراجع حضوره في المشهد.

وكانت "بلبريس" قد تساءلت في مقال يوم الأربعاء 11 يونيو، أي قبل يوم من اجتماع الأمانة العامة لـ"البيجيدي"، "لماذا تجاهل الإسلاميون أخاهم سعد الدين العثماني ولم يصدرو بيانا تضامنيا معه ضد "رفاق تطوان"؟".

وكشفت المعطيات التي حصلت عليها "بلبريس" أن قياديين داخل الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية اقترحوا إصدار بيان تضامني مع الأمين العام السابق للحزب ورئيس الحكومة الأسبق، سعد الدين العثماني، عقب واقعة طرده من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان من طرف مجموعة من الطلبة خلال مشاركته في ندوة أكاديمية، قبل أسبوع.

واعتبر بعض هؤلاء القياديين أن ما تعرض له العثماني يُعد إساءة للحزب ولمكانة شخصية ساهمت في قيادة مرحلة دقيقة من تاريخ البلاد، مشددين على أن من واجب الحزب التعبير عن تضامنه، سواء من منطلق أخلاقي أو سياسي.

غير أن هذا التوجه لم يحظ بإجماع داخل قيادة الحزب، إذ لم يُبدِ الأمين العام الحالي، عبد الإله بنكيران، تحمساً للمبادرة، مكتفيا بالتضامن الشكلي على الموقع الرسمي للحزب "بيجيدي.ما"، من خلال نشر ردود الأفعال المستنكرة لتصرف "القاعديين".

ووفق ما أفادت به المصادر، فإن بنكيران اعتبر أن الواقعة تدخل في إطار ردود فعل على قرار سياسي اُتخذ خلال رئاسة العثماني للحكومة، ولا يتعلق بمسؤولياته الحزبية، مؤكداً أن الحزب سبق له التعبير عن موقفه في حينه، ولا يرى فائدة في العودة إلى ملفات الماضي، خاصة في ظل الظرفية الحالية التي يمر بها الحزب.