"الفرق بين المُتواصل والشعبوي": عكس بنكيران الذي سبّ ماكرون.. "الأحرار" يُشيدون بحلفاء المغرب ودعمهم لمغربية الصحراء
في الوقت الذي يخطو المغرب خطوات ثابتة نحو التقدم تحت قيادة ورؤيتة ملكية، وحكومة يقودها حزب التجمع الوطني للأحرار، تظهر أصوات يراها البعض "متخلفة" تهدد بسفاسف الكلام ما يُبنى بعرق وجهد الشعب المغربي.
فبينما كان "الأحرار" ينظم مؤتمره الجهوي بالداخلة تحت شعار "مسار الإنجازات"، مؤكدا تنظيمه المؤسساتي ومنهجيته الاستشرافية، كان بنكيران يطلق تصريحات أجمع مراقبون للمشهد السياسي بوصفها - بعضهم حتى من داخل حزب العدالة والتنمية - بأنها "هوجاء" وصف فيها معارضيه بـ"الحمير والميكروبات"، في سقطة أخلاقية وسياسية تذكر بأسوأ أيام الانقسام والخطاب المبتذل.
في المقابل أثبت حزب التجمع الوطني للأحرار، بقيادة عزيز أخنوش، أنه قوة سياسية فاعلة تعمل بخطة تواصلية حديثة وإرادة صلبة، فاختيار الداخلة - وادي الذهب لانطلاق المؤتمر كان رسالة واضحة للأعداء والخصوم بأن المغرب أقوى من كل المحاولات اليائسة للنيل من وحدته الترابية، كما أكد القيادي وعضو المكتب السياسي لحزب "الحمامة" والوزير السابق محمد أوجار أن هذه الخطوة تحمل دلالات عميقة، خاصة في ظل الأشواط الأخيرة لطي ملف الوحدة الترابية نهائيا.
وفي الوقت الذي يشكر فيه أوجار حلفاء المغرب، وعلى رأسهم فرنسا والولايات المتحدة، بعد اعترافاتهم الصريحة بمغربية الصحراء، علما أنهم يملكون العضوية الدائمة لمجلس الأمن، وفقا للمادة 23 من ميثاق الأمم المتحدة، نجد الأمين العام لـ"البيجيدي" عبد الإله بنكيران يشن هجمات غير مسؤولة على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في كلمته بمناسبة فاتح ماي وأمام قياداته وذراع حزبه النقابي، واصفا ماكرون بـ"المدلول" بسبب موقفه من القضية الفلسطينية.
فهذه التصريحات، حسب مراقبين، لا تعكس إلا ضيق الأفق وعدم الفهم للتحالفات الاستراتيجية التي يبنيها المغرب بقيادة ملكية حكيمة، فماكرون وترامب، كما أشاد بهما أوجار، يظلان حلفاء أساسيين للمملكة، وتهجم بنكيران عليهما لا يخدم مصالح المغرب، لاسيما في قضيته الأساسية وهي الصحراء المغربية ووحدته الترابية التي يُجمع المغاربة عليها.
وتؤكد مصادر أن المغرب اليوم في حاجة إلى خطاب سياسي راقٍ، يعكس إنجازات البلاد ويتعامل بذكاء مع التحديات، فحزب التجمع الوطني للأحرار قدم نموذجا يحتذى به في العمل المؤسساتي والخطاب المسؤول، بينما كشفت تصريحات بنكيران عن انفصام خطير عن الواقع السياسي والدبلوماسي، وقد آن الأوان لكي يتعلم المعارضون أن السياسة ليست شتائم واستفزازا، بل إنجازا وبناءً، من أجل غذ أفضل وليس من أجل أصوات في محطات انتخابية مقبلة.
هذا و أشاد المكتب السياسي بالمسار التنموي الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية للمملكة، سواء على مستوى البنيات التحتية الأساسية أو على مستوى الدينامية الاقتصادية وخلق فرص الشغل، مما يؤكد وجاهة الاختيارات التي انخرطت فيها المملكة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، دام له النصر والتمكين، الذي أطلق في العام 2015 النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، بميزانية لا تقل عن 80 مليار درهم، مما ساهم في تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة عززت مكانة الأقاليم الجنوبية للمملكة كركيزة اقتصادية وجسر يربط المغرب بالقارة الإفريقية وبقية العالم، وجعل هذه الأقاليم مناطق جذب للاستثمار والنمو الاقتصادي.
وعلاقة بالدينامية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة،نوه المكتب السياسي بمختلف المبادرات التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لتعزيز مكانة وإشعاع أقاليمنا الجنوبية،وعلى رأسها مبادرة تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، مستحضرا في هذا الإطار الاستقبال الذي خص به جلالته، دام له النصر والتمكين، مطلع هذا الأسبوع، وزراء خارجية كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، في لقاء يعكس تقاطع رغبات هذه الدول التي تبحث أنظمتها الحديثة عن بدائل اقتصادية جديدة، مع المبادرات الاقتصادية التي يقترحها المغرب، بالنظر لما تحمله هذه المبادرة الملكية المتفردة من أبعاد استراتيجية كبرى، من شأنها أن تفتح لدول الساحل آفاقا جديدة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، وترسخ التعاون جنوب– جنوب لمواجهة التحديات السياسية والتنموية والأمنية المشتركة.
وارتباطا بالقضية الفلسطينية، أدان المكتب السياسي بشدة استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، الذي أدى إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، في انتهاك صارخ للمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية. وفي هذا الإطار،يؤكد المكتب السياسي رفضه القاطع لهذه الاعتداءات التي تقوض جهود السلام وتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.كما يجدد دعمه الكامل للموقف المغربي الثابت بقيادة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، الذي أكد مراراً أن السلام العادل والدائم لا يمكن تحقيقه إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية.