في استعراض جديد لقوته السياسية والتنظيمية، نجح حزب الاستقلال، أمس الثلاثاء، في حسم نتائج الانتخابات الجزئية بجماعات تابعة لعمالة مكناس لصالحه، مؤكداً مجددًا هيمنته على المشهد المحلي، وموجهاً رسالة سياسية واضحة لمنافسيه، خاصة حزب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة.
ووفق معطيات حصلت عليها بلبريس، فقد تفوق حزب "الميزان" بشكل لافت على منافسيه في جماعة بوفكران، حيث حصل مرشحه على 135 صوتاً، مقابل 85 فقط لمرشح الأحرار، في مشهد يعكس استمرار سيطرة الحزب على مفاصل الجماعة وثقة الساكنة في خياراته.
الهيمنة الاستقلالية تواصلت كذلك في جماعة وليلي بدائرة زرهون، حيث فاز الحزب بمقعدين استراتيجيين: الأول في الدائرة 13 بـ121 صوتاً، والثاني في الدائرة 8 بفارق مريح بلغ 203 أصوات، ما يعزز حضوره القوي ويؤكد اتساع قاعدته الشعبية.
أما بجماعة واد الجديدة، التي كانت إلى وقت قريب محسوبة على حزب الحركة الشعبية، فقد قلب حزب الاستقلال المعادلة، ونجح في اقتناص مقعد بالدائرة 3، بعد أن نال مرشحه 135 صوتاً، في دلالة واضحة على التقدم النوعي الذي يحققه الحزب في معاقل خصومه.
تُعدّ هذه النتائج، بحسب متابعين، مؤشراً على صعود متجدد لحزب الاستقلال، ورسالة سياسية ذات حمولة ثقيلة في وجه حلفائه داخل الحكومة وخصومه في المعارضة، مفادها أن الحزب ما زال رقماً صعباً في المعادلة السياسية المغربية.