هزة داخل الأغلبية البرلمانية بسبب انتقادات الاستقلاليين لوزراء "الأحرار" و"البام
كشفت يومية الصباح عن تصدعات داخل صفوف الأغلبية الحكومية، عقب توتر غير مسبوق بين مكوناتها خلال جلسة مساءلة الوزراء بمجلس النواب. فقد وجه عدد من نواب الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية انتقادات لاذعة لوزراء عن حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، فيما اتسمت مداخلاتهم تجاه وزراء حزبهم بنبرة تصالحية.
وأفادت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها، أن هذا التحول في موقف الفريق الاستقلالي أثار استياء باقي مكونات الأغلبية، التي اعتبرت ما حدث خرقًا صريحًا لميثاق التماسك الحكومي. وقد شوهد بعض النواب يغادرون القاعة الكبرى غاضبين، متوعدين باللجوء إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وليس فقط إلى الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، بسبب ما وصفوه بـ"تمرد برلماني" من داخل التحالف الحكومي.
وشملت الانتقادات الحادة، التي صدرت عن النواب العياشي الفرفار، وأحمد العالم، ومنصف الطوب، وزراء مثل المهدي بنسعيد، وزكية الدريوش، وكريم زيدان، حيث اعتبر النائب أحمد العالم أن كاتبة الدولة في الصيد البحري "فشلت في التواصل مع المعنيين" وتجاهلت مشاكل القطاع. أما العياشي الفرفار فاتهم الوزير بنسعيد بـ"المسؤولية عن تعطيل دور الشباب، مما ساهم في تفشي الجريمة بين الشباب المحرومين من الفضاءات الترفيهية".
وبالمقابل، لاحظت فرق الأغلبية أن الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين كان أكثر لطفًا مع وزراء الحزب، وخاصة نزار بركة وعبد الجبار الراشيدي، ما زاد من حدة التساؤلات حول وحدة الموقف داخل الفريق البرلماني ذاته.
الجدير بالذكر أن النائب عبد الرحيم بوعيدة، المعروف بمواقفه النقدية على منصات التواصل الاجتماعي، عبّر عن دعمه للخروج من الحكومة، متهماً الأغلبية بدعم "الشناقة" في عدة قطاعات.
هذه التوترات، التي برزت بقوة في الجلسة البرلمانية الأخيرة، تؤشر على ارتباك داخل صفوف الأغلبية، وتطرح تساؤلات حول مدى تماسك التحالف الحكومي في مواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة.