أكد تقرير حديث صادر عن شركة "سولار باور يوروب" البريطانية أن المغرب رسخ موقعه كفاعل رئيسي في قطاع الطاقات المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أن تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتطوير برامج تدريبية متخصصة، سيسرّعان تحقيق الأهداف الطاقية الطموحة للمملكة.
وأوضح التقرير أن المغرب يسعى إلى زيادة حصة الطاقات المتجددة ضمن مزيجه الكهربائي الوطني، مستفيدًا من موقعه الجغرافي المتميز لتنفيذ مشاريع كبرى تربط المناطق الغنية بالطاقة الشمسية في الجنوب بمراكز الاستهلاك في الشمال، مما يحسن كفاءة نقل الطاقة.
كما أبرزت الوثيقة أن المغرب يتمتع أيضًا بإمكانات هائلة في طاقة الرياح، حيث تتميز مناطق مثل شمال المملكة (طنجة وتطوان) والصويرة برياح تصل سرعتها إلى 7 أمتار في الثانية، بينما تُسجَّل أعلى السرعات في الجنوب الأطلسي، من طرفاية إلى الكويرة، حيث تصل إلى 10 أمتار في الثانية، وفقًا لبيانات المعهد الدولي لبحوث الطاقة.
استثمارات متزايدة وتحديات قائمة
رغم التقدم الذي أحرزه المغرب في قطاع الطاقات المتجددة، يشير التقرير إلى أن إمكاناته الكهروضوئية لا تزال غير مستغلة بالكامل، بسبب عدة عوامل، منها التركيز المتزايد على الطاقة الشمسية المركزة، والتأخير في تطوير مشاريع الطاقة الكهروضوئية، وتحديات تكامل الشبكة الكهربائية.
وفيما يخص الاستثمارات، أكد التقرير أن الإمكانات الكبيرة للمغرب في مجال الطاقة الشمسية جذبت اهتمام المطورين ومورّدي المعدات الأوروبيين، لكنه شدد على أهمية الاستمرار في تحرير سوق الكهرباء لجذب المزيد من الاستثمارات الخاصة، وضمان استدامة جهود المغرب في هذا القطاع.
توصيات لتعزيز قطاع الطاقات المتجددة
دعا التقرير الحكومة المغربية إلى تعزيز الأطر القانونية والحوافز المالية لدعم سوق اتفاقيات شراء الطاقة، من خلال:
وضع إعفاءات ضريبية لمعدات الطاقة الشمسية والاستثمارات في البنية التحتية.
تطوير آليات تمويل مبتكرة، مثل السندات الخضراء والقروض منخفضة الفائدة.
إنشاء صناديق متخصصة للطاقة المتجددة بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية.
تسهيل تصدير الكهرباء الشمسية عبر وضع تعريفات تنافسية والتفاوض على اتفاقيات ثنائية مع الدول المجاورة.
كما أوصى التقرير بالاستفادة من الإمكانات الشمسية الكبيرة للمغرب لإنتاج الهيدروجين الأخضر بتكاليف تنافسية، مؤكدًا أن التعاون مع الجهات المعنية في سلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر يمكن أن يجذب استثمارات أجنبية ضخمة ويساهم في نقل التكنولوجيا.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن دمج إنتاج الهيدروجين المتجدد مع مشاريع تحلية مياه البحر قد يمثل حلًا مستدامًا لتلبية احتياجات المغرب من المياه والطاقة.