بناء مدرسة للفقراء بسطات تسائل دور البورجوازية الوطنية في المغرب

تفاعلت وسائل الإعلام الدولية بشكل لافت، نهاية الأسبوع، مع مبادرة سيدة الأعمال المغربية التي تبرعت بأكثر من 12 مليون درهم، لبناء مؤسسة تعليمية، ودار لإيواء الطلاب بإحدى القرى.

وخصصت قنوات إعلامية، ووكالات دولية تقارير خاصة حول هذه الخطوة، واصفين إيها بالمبادرة الفريدة من نوعها، حيث أن رجال الأعمال المغاربة يفضلون في العادة، التبرع لبناء المساجد، والمؤسسات الدينية، فيما اختارت السيدة بناء مؤسسة تعليمية في اختلاف عن المألوف.

ونوه أغلب مرتادي منصات التواصل الاجتماعي بالمبادرة التي لاقت استحسانا منقطع النظير، حيث تم تداول مقاطع فيديو للسيدة المتبرعة، والتي أكدت بأن دافعها للمساهمة المالية القيمة، هو غياب هذا المرفق الحيوي بجماعتها مما يدفع التلاميذ، وخصوصا الإناث منهم إلى الانقطاع عن الدراسة.

وتساءل نشطاء آخرون عن غياب مبادرات مماثلة لرجال أعمال مغاربة، مدرجين في قوائم دولية لأغنياء العالم، حيث ينحدر هؤلاء من مناطق نائية تنعدم فيها البنيات التحتية الأساسية، والمرافق العمومية خاصة المؤسسات التعليمية، والمنشات الصحية.

وتأتي خطوة السيدة المغربية تزامنا والتصريح الأخير للحسن الداودي الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة بالبرلمان، قال فيه إن الحكومة عازمة على" أخذ الاموال من الاغنياء ومنحها للفقراء" رغم الثناء الكبير لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني على قبول مقاولات كبرى في المغرب المساهمة بملياري درهم في قانون المالية الحالي سيخصص للبرامج الاجتماعية.

ووقعت وزارة التربية الوطنية وعمالة إقليم سطات، وسيدة الأعمال المتبرعة نجية نظير، إتفاقيتين، الأولى منهما تتعلق ببناء ثانوية عامة ودار لإيواء الطلاب، فيما تتعلق الثانية بترميم مدرسة ببلدة ابن أحمد الجنوبية بإقليم سطات، بمبلغ إجمالي يقدر بـ12 مليون درهم، من مالها الخاص.

وتهدف هاتين الاتفاقيتان، اللتان أشرف على توقيعهما عامل إقليم سطات خطيب لهبيل، إلى وضع إطار للشراكة والتعاون بين الأطراف المتعاقدة بغية إنجاز المشاريع الرامية إلى الارتقاء بمستوى التربية، والتكوين والرفع من جودته وتوسيع العرض التربوي خاصة بالعالم القروي.