في دائرة المحيط بالرباط، تشتعل المنافسة الانتخابية بين المرشحين في ما يُعرف بـ "دائرة الموت"، حيث يواجه حزب التجمع الوطني للأحرار (الأحرار) خطر فقدان مقعده لصالح مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي، ياسين التونارتي.
ووفقًا لمصادر "بلبريس"، يشعر قادة حزب الأحرار بالقلق المتزايد بعد ظهور مؤشرات سلبية منذ انطلاق الحملة الانتخابية. فقد انسحب بعض الوجوه التي كان الحزب يعول عليها لدعم مرشحه سعد بنمبارك، وانضمت إلى صفوف منافسه التونارتي. كما رفض عدد من كبار المنتخبين من حزبي الأصالة والمعاصرة (البام) وحزب الاستقلال إعلان دعمهم الصريح لبنمبارك، تاركين إياه معزولًا مع مجموعة صغيرة من المستشارين.
ولم تنجح محاولات حزب الأحرار في حشد الدعم لمرشحه، حيث يواجه بنمبارك مقاطعة من قبل المنتخبين والفاعلين الجمعويين في المنطقة. في المقابل، يحظى مرشح الاتحاد الاشتراكي بدعم قوي من رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، الحسن الصاخي، الذي يتمتع بنفوذ كبير في الخارطة الانتخابية للدائرة.
ولا تقتصر متاعب بنمبارك على نفور الساكنة والمنتخبين، بل يواجه أيضًا منافسة قوية من مرشح فيدرالية اليسار، فاروق المهداوي، والذي قد يستقطب جزءًا مهمًا من الأصوات التي كان يعول عليها بنمبارك، مما قد يصب في مصلحة مرشح الاتحاد. ويأتي ذلك في ظل تراجع حظوظ مرشح حزب العدالة والتنمية.
وأشارت المصادر إلى أن عزيز أخنوش، رئيس حزب الأحرار، يشرف شخصيًا على متابعة الحملة الانتخابية بعد أن كشفت التقارير عن ثقة مفرطة بالنفس أبداها الحزب تجاه تزكية زوج العمدة السابقة، أسماء اغلالو، والتي قد تؤدي إلى هزيمة مؤلمة للحزب.
على الجانب الآخر، تسعى قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي بكل قوة لانتزاع مقعد دائرة المحيط، الذي ارتبط تاريخيًا بأسماء اتحادية بارزة مثل المهدي بنبركة واليازغي. ويأمل إدريس لشكر، الأمين العام للحزب، في تأكيد صحة قراره بتزكية نجل رئيس فريق مستشاري الأحرار بالمجلس الجماعي للرباط، وسط توقعات بانضمام شخصيات بارزة إلى صفوف الحزب في الانتخابات المقبلة في الرباط.
تشهد الأيام الأخيرة قبل موعد الحسم حراكًا سياسيًا مكثفًا، حيث من المتوقع أن تشهد الساحة تطورات قد تزيد من صعوبة موقف مرشح الأحرار، خاصة مع التعبئة القوية التي يقوم بها والد ياسين التونارتي، والذي يتمتع بقاعدة انتخابية واسعة في المنطقة.