برنامج زيارة سانشيز للرباط .. اجتماع رفيع المستوى مع اخنوش وغياب قضية الصحراء

يصل بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، غدا الأربعاء، إلى المغرب، في أول زيارة له بعد المنعطف الكبير الذي همّ العلاقات بين مدريد والرباط، باعتراف قصر ” امونكلوا” بمغربية الصحراء وطي صفحة الخلافات.

وسيكون سانشيز مرفوقا بنائبيه الأول والثالث، نادية كالفينو وتيريزا ريبيرا، بالإضافة إلى وزراء الخارجية والداخلية والعدل والصناعة والنقل والإدماج الاجتماعي والزراعة والتعليم والثقافة والعلوم.

ومن المقرر عقد لقاءات واجتماعات قطاعية بين المسؤولين الحكوميين المغاربة ونظرائهم الإسبان. كما سيعقد بيدرو سانشيز اجتماعا رسميا مع عزيز أخنوش، رئيس الحكومة؛ فيما من المحتمل أن يلتقي سانشيز الملك محمدا السادس بالقصر الملكي بالرباط.

وعلى بُعد يوم واحد على القمة، لم يتلق مونكلوا بعد تأكيدا بعقد لقاء بين سانشيز والملك محمد السادس. وأوضحت مصادر حكومية أنه ليس مونكلوا هو الذي ينبغي أن يعلن هذا الاستقبال، لأن البروتوكول يترك هذا الإعلان الرسمي في يد المغرب.

ووصف رئيس الوزراء الإسباني هذا الاجتماع الأول من نوعه منذ عام 2015 بـ”التاريخي”، مبرزا أنه “سيرافقه 10 وزراء إسبان”.

وسيوقع بيدرو سانشيز مذكرات وآليات لتجنب الأزمات الدورية مع المغرب، كما سيتم توقيع حوالي عشرين اتفاقية وسيعاد إصدار البروتوكول المالي لعام 2008، مع عقد اجتماعات منتظمة لرصد التقدم المحرز.

ووصفت مصادر حكومية إسبانية تحدثت إلى “بوبليكو” الإسبانية الاجتماع رفيع المستوى، الذي سيعقد بين الحكومتين، بأنه تاريخي ويمكن أن يختم علاقة ثنائية تقضي إلى الأبد على الأزمات الدبلوماسية.

وذكرت المصادر ذاتها أن قضية الصحراء لن يتم تناولها على وجه التحديد في القمة الثنائية، مشيرة إلى أن موقف إسبانيا كان “واضحا” في البيان المشترك الصادر في 7 أبريل بعد الاجتماع بين سانشيز والملك محمد السادس وأيد الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب.

وتنعقد اللجنة العليا المشتركة بين المغرب وإسبانيا في وقت تعرف فيه العلاقات بين البلدين زخما كبيرا على أعقاب زيارة بيدرو سانشيز للمغرب واعتراف الحكومة الإسبانية بمغربية الصحراء؛ فيما يظل مشكل الهجرة السرية أحد أهم الملفات الحساسة ضمن أجندات اللجنة العليا المقررة غدا.

وتعترف الحكومة الإسبانية بتراجع تدفقات المهاجرين المغاربة بأكثر من النصف خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، بفضل التعاون الأمني بين مدريد والرباط والذي مكن من محاربة شبكات التهريب والاتجار بالبشر.

وفي هذا السياق، أبرز رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، تميز علاقات التعاون القائمة مع المغرب، مؤكدا على “الأهمية الإستراتيجية” للحفاظ على “أفضل العلاقات” مع المملكة.

وأوضح سانشيز بمجلس النواب أنه “من مصلحتنا الحفاظ على أفضل العلاقات، ليس من أجل إسبانيا فحسب، ولكن أيضا من أجل الاتحاد الأوروبي”، مشيرا إلى أن “الحقائق والواقع يؤكدان أهمية المغرب بالنسبة لإسبانيا وأوروبا”. وأكد رئيس الجهاز التنفيذي الإسباني أنه “سيدافع دائما عن الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب”.

وفي هذا السياق، شدد رئيس الحكومة الإسبانية على “أهمية” الاجتماع رفيع المستوى القادم بين المغرب وإسبانيا، من أجل إعطاء دفعة جديدة للتعاون الثنائي.

وفي السياق ذاته، أكد العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، أن الاجتماع رفيع المستوى المقبل بين المغرب وإسبانيا سيمكن من تعميق “العلاقات الثنائية واسعة النطاق”.

وقال العاهل الإسباني في كلمة ألقاها بمناسبة استقبال خص به السلك الدبلوماسي المعتمد بإسبانيا، إن “هذا اللقاء الذي لم ي عقد منذ العام 2015، سيتيح تعميق علاقاتنا الثنائية واسعة النطاق، من أجل العمل سويا على أسس أكثر متانة”. وأكد الملك فيليبي السادس أن المغرب وإسبانيا دشنا “مرحلة جديدة” في علاقتهما الثنائية، مشيرا إلى أن الاجتماع رفيع المستوى “يندرج في إطار خارطة الطريق المتفق عليها في أبريل الماضي”.

وأوضح العاهل الإسباني أمام السفراء المعتمدين في إسبانيا، أن “الجوار الطبيعي لإسبانيا والعلاقات الوثيقة للغاية التي تجمعنا في مختلف المجالات لا ينبغي إهمالها”.

هكذا، فإن اجتماع الرباط من شأنه وضع لبنة جديدة في صرح الشراكة الإستراتيجية القائمة بين بلدين ينظران إلى ماضيهما بحكمة ويستشرفان مستقبلهما بكل تفاؤل وثقة متجددة.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.