قال محمد صالح التامك المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج أنه بفضل المجهودات التي تبذلها المندوبية العامة بتعاون وتنسيق مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء وباقي القطاعات المعنية وفعاليات المجتمع المدني، شهدت المؤسسة السجنية بالمغرب تغيرات إيجابية خلال السنوات الأخيرة جعلت منها فضاء حقيقيا للتقويم والإصلاح وإعادة الادماج.
وأوضح التامك خلال الندوة العالمية حول "سجون بدون أمية" التي احتضنها السجن المحلي العرجات1 صباح اليوم أنه:" وبفضل التنسيق المستمر تم توسيع دائرة السجناء المستفيدين من برامج التعليم ومحو الامية والتكوين في المجالات المهنية والفلاحية والحرفية في إطار شراكات مع القطاعات الحكومية الوصية، وكذا الرفع من عدد المشاركين في مختلف الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية والدينية المنظمة داخل السجون".
وأوضح المندوب العام أن:" الندوة التي نحضرها اليوم يتم تنظيمها لأول مرة بمؤسسة سجنية بحضور ما يقارب 300 مشارك يمثلون مختلف الفاعلين الحكوميين وشركاء المندوبية العامة والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية وجمعيات المجتمع المدني إضافة الى النزلاء الذين ساهموا في تأطير فصول محو الامية بالسجون بعد أن استفادوا من تكوينات في هذا المجال".
"لا أحد يجادل في كون الأمية آفة مجتمعية يعاني المغرب من آثارها على مستويات مختلفة وهي بالتالي تشكل عائقا وتحديا كبيرا أمام جهود التنمية الشاملة، كما أن القضاء عليها يعزز كرامة المواطنين ويضمن مشاركتهم الواسعة والفعالة في المسار التنموي لوطنهم، مما يفرض مضاعفة الجهود وتقوية الشراكات بين جميع المتدخلين وتفعيل التوصيات المنبثقة عن أشغال المناظرة الوطنية حول محاربة الأمية التي انعقدت بقصر المؤتمرات بمدينة الصخيرات بتاربخ 13 و 14 أكتوبر من سنة 2017 تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده" يضيف محمد صالح.
وتأسيسا على التوصيات المنبثقة عن هاته المناظرة، يردف المندوب في كلمته، فقد أولت المندوبية العامة أهمية خاصة لبرامج محو الامية من خلال نهج سياسة التدبير المعقلن، على مستوى نوعية البرامج والتكوين، وذلك وفق مقاربة تشاركية مع مختلف الفاعلين في هذا المجال.
ومن جهة أخرى، أكد التامك أن المندوبية العامة واصلت تكريس الجهود المبذولة في مجال محاربة الامية في أفق القضاء عليها بصفة نهائية بالمؤسسات السجنية، وذلك من خلال التنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتفعيل برنامجها المتعلق بمحاربة الامية بالمساجد، حيث بلغ عدد المؤسسات السجنية التي تتوفر على هذا البرنامج 65، منها 23 تم تزويدها بالوسائل السمعية البصرية المعتمدة بهذا البرنامج.
وفي نفس الإطار، أبرز التامك إنه تم الشروع في تنفيذ برنامج شامل تحت عنوان "سجون بدون أمية" بتنسيق وشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والوكالة الوطنية لمحاربة الامية استهدف خلال الموسم الدراسي 2016/2017، 11000 من المحكوم عليهم، و10000 خلال الموسم الدراسي 2017/2018.
وأشارت الكلمة إلى أنه تم عقد اتفاقية شراكة بين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية ومؤسسة محمد السادس لإعادة ادماج السجناء، وتروم هذه الاتفاقية وضع وانجاز برامج عمل من أجل محو الأمية في صفوف السجناء بمختلف المؤسسات السجنية. وسيتم الشروع في تنفيذ بنودها خلال الموسم الدراسي الجاري من خلال تكوين 45 سجينا في مجال تأطير فصول محو الأمية بالسجون.
واعتبر محمد صالح أن هاته الندوة تشكل فضاء علميا لمناقشة وتحليل القضايا والاشكاليات المرتبطة بالأمية، كما أنها تندرج ضمن سيرورة التعبئة الشاملة للقضاء على هاته الظاهرة بالمغرب عمومـا وبالسجون خصوصا، وهي بالتالي تشكل فرصـة لاستعـراض التجارب الوطنية والدولية وتقاسم الأفكار وتعميق التفكير حول أنجع السبل للقضاء على هاته الآفة ضمن مقاربة تشاركية، تعاقدية والتقائية بين كافة المتدخلين.