"نحن بدون حقوق نحن لا شيئ".. عاملات زراعيات تحت رحمة "اللإنسانية"

في الوقت الذي تحرك المغرب على المستوى الإقليمي، من أجل إنصاف العاملات الزراعيات المغربيات بإسبانيا، ولو بشكل محتشم في عهد وزير الشغل السابق، محمد يتيم، بعد ضغط إعلامي سواء على المستوى الوطني أو الدولي، حيث نقلت كبريات الصحف الإسبانية شهادات للعاملات في ضيعات الفراولة، تتهمن من خلالها مشغليهم بالتحرش الجنسي، والمعاملات القاسية و"اللإنسانية"، وبالرغم من كل هذا مازالت نفس الفئة (العاملات الزراعيات) تعاني هنا في المغرب، ولكن في صمت، خوفا على لقمة العيش التي قد تذهب أدراج الرياح بصرخة واحدة أو مراسلة لمؤسسة حقوقية أو نقابية..

 

"صوت الكلاب بات يرعبني"

 

"صوت الكلاب في الصباح الباكر بات يرعبني"، بهذه العبارة تصف إحدى العاملات الزراعيات بإقليم اشتوكة أيت باها، معاناتها اليومية مع العمل في ضيعة فلاحية بالإقليم .

 

ندوة رقمية لمبادرة "يودا"، كشفت المستور عن المعاناة التي تعيشها العاملات بالضيعات الفلاحية، من استغلال جنسي، وغيرها من الحيثيات التي لم تكن ظاهرة للعلن .

 

وضع "كارثي"

 

بشرى الشتواني، منسقة المبادرة، في مداخلتها، تؤكد أن الوضع داخل الضيعات الفلاحية، أبشع بكثير من ما يصف وما يخطر على بال المراقبين للوضع الفلاحي بالمغرب .

 

المتحدثة تضيف في مداخلتها، أن هدف المبادرة في الوقت الحالي يبقى محليا (جهة سوس ماسة) في انتظار أن يصبح وطنيا مستقبلا، مشددة أن الوضع بالنسبة للعاملات الفلاحيات لا يمكن وصفه إلا بـ"الكارثي"، بالنظر لمجموعة من الأمور المتعلقة بالحالة الصحية وكذلك الاستغلال الجنسي الواقع بهذه الضيعات الزراعية .

 

بؤرة "لالة ميمونة" أنموذجا

 

لا يمكن الحديث عن الظروف المهنية، للعاملات الزراعيات، في أزمة فيروس "كورونا" المستجد، دون الحديث عن بؤرة "لالة ميمونة" التي هزت الرأي العام الوطني، والدولي كذلك حيث تطرقت لها كبريات الصحف الدولية، وهو الأمر الذي يدفع للتساؤل عن الإجراء ات الاحترازية والوقائية التي تنهج من قبل المسؤولين عن الضيعات .

 

حول ذات الموضوع، تقول الشتواني، بلسان إحدى العاملات الزراعيات، أنه لا وجود لإجراءات احترازية، غير مرات معدودة، حينما تكون لجنة المراقبة، تتعلقة بالأزمة الوبائية التي تمر منها البلاد بسبب جائحة "كورونا" .

 

بل أكثر من ذلك، تشير منسقة حملة "يودا"، أن المسؤولين عن الضيعات الفلاحية، يمنعنون العاملات من استعمال القفازات لجني الفراولة، معللين قراراهم بأنه يفسد، بدون مراعات لاحتمال الإصابات بالفيروس التاجي .

 

"نحن بدون حقوق نحن لا شيئ"

 

"نحن بدون حقوق نحن لا شيئ"، هكذا اختارت نوال، عاملة زراعية، تلخيص معاناة زميلاتها العاملات في القطاع الفلاحي، في شريط فيديو، عرض في الندوة الصحفية لمبادرة "يودا" .

تسترسل نوال في شريط مصور وبوجه مكشوف ، "هناك تحرش واستغلال جنسي، سواء بدون مقابل أو بمقابل، الأخير قد يكون فقط الاستمرار في العمل بدون حقوق، وهناك عاملات زراعيات يعانين الأمرين مع ظروف العيش وكذلك المعاملة القاسية في الضيعات، ولا من مسؤولين يوجهون آذانهم تجاه هذه الفئة المستضعفة" .

 

"تايهزونا كيف البقر"

 

ظروف التنقل، هي الأخرى تعتبرها نوال "لا إنسانية"، تصفها بعبارة "تايهزونا كيف البقر"، قبل أن تضيف "في "البيكوب" حياتنا في خطر، ومن هناك نلاحظ ارتفاع عدد حوادث السير بالنسبة للمزارعات" .

واستدركت المتحدثة في كلامها "ليس الجميع على مقدار واحد العنف والاستغلال الجنسي، هناك "ولاد الناس" لكي لا نعمم، ولكن في نفس الوقت هناك معاملة "لا إنسانية" في عديد الضيعات" .

 

نقابيون ولكن !

 

أما عن التحرك النقابي، فاتهمت نوال مجموعة من الفعاليات النقابية، بأخد الأموال تجاه الصمت عن معاناة الفئة المستضعفة من العاملات الزراعيات .

وقالت المتحدثة في الندوة الصحفية "كاين نقابيين لي تعرضو عليهم الفلوس باش يسكتو ويتخلاو على عاملة الفلاحة" .

 

تحت رحمة "اللإنسانية"

 

نوال، توضح  أنه بالرغم من الوضع اللإنساني، في مجموعة من الضيعات الفلاحية، ولكن يبقى سبيلهم الوحيد من أجل كسب لقمة العيش .

المتحدثة نفسها، تشير إلى أنهم وبدون عمل لا يمكنهم تسديد لا الكراء ولا مصاريف المنزل، وأنهم سيواجهون مجموعة من الآثار الإجتماعية بدون هذا العمل .

"وبالتالي فهم مجبرون على الاستمرار في العمل بالرغم من كل شيئ" هكذا تقول المتحدثة في مداخلتها في ندوة "يودا" .


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.