قيامة 2021 التحالف القبلي لحزبي الاستقلال والبام سيربك معادلة التحالفات الحزبية بالمغرب

استقبل نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال مرفوقا بكل من عضوي اللجنة التنفيذية للحزب شيبة ماء العينين رئيس المجلس الوطني للحزب، ونور الدين مضيان رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بمعية رشيد العبدي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب.
ويدخل هذا اللقاء في إطار سلسلة الاتصالات واللقاءات التي يجريها عبد اللطيف وهبي مع الهيئات السياسية منذ انتخابه على رأس الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، حيث شكل هذا اللقاء فرصة لتبادل وجهات النظر وتقييم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ببلادنا خاصة في ظل التداعيات والتأثيرات السلبية لجائحة كورونا، إلى جانب التشاور بخصوص الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
تصريحات الأمناء العامون للأحزاب ولقاءاتهم مؤشرات تجعل المراقبين للمشهد السياسي المغربي في أفق 2021، يتوقعون زلزالا سياسيا بمواصفات جديدة من قبيل تحالفات جديدة  ستسعى إلى استغلال فقدان فريق العدالة والتنمية الذي تربع على رأس الحكومة لولايتين متتاليتين بعد فوزه في الانتخابات التشريعية سنة 2011 و 2016، بريقه بعد الضعف الذي ظهر على قاداته و"الفضائح" التي رافقتهم مؤخرا، وإعادته إلى المعارضة حيث كان يرتكن، لكن يظل عالم السياسة وما يطبخ بعيدا عن أعين الصحافة يعسر التكهن في الوقت الراهن.
 فبعد تجريب وصفة تحالف هجين، خلال مرحلة الحكومة السابقة والحالية. شرعت بعض الأحزاب السياسية في ترتيب أوراقها الداخلية تمهيدا لبناء تحالفات حزبية، وإعادة ترتيب المشهد السياسي والحزبي الوطني، بعدما اختلط الحابل بالنابل، خلال تشكيل الحكومة الحالية، فيما بدأت أحزاب أخرى في حملة انتخابية مبكرة، بتنظيم لقاءات تواصلية بالعديد من المدن. فضلا عن بروز مؤشرات سياسية على إمكانية حدوث تحولات عميقة في خريطة التحالفات الحزبية.
كل العناصر تجعل متابعة المشهد تحظى بالاهتمام البالغ من طرف المتتبعين أو الفاعلين السياسيين، فوراء الصراع فاعلون من عيار ثقيل، إذ هناك أحزاب عريقة ذات حمولة تاريخية، إلا أنها أضحت رقما غير فاعل في المعادلة السياسية المغربية، مع  الضعف الذي بدأ يظهر في بعض هياكلها.
ورغم الهدوء الذي يطبع المشهد السياسي المغربي، إلا أن هناك تحركات خلف الكواليس لإعادة رسم الخريطة السياسية، مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية، وفشل تجربة التحالفات التي طبعت الحياة السياسية منذ انتخابات 2011.

 

فتصريحات كل من نزار بركة زعيم حزب الاستقلال ووهبي الذي بدأ يرتب بيته الداخلي الذي عرف خلافات وصراعات داخلية دامت حوالي سنة، ونجح بالفعل حزب الأصالة والمعاصرة في تنظيم مؤتمره الوطني الرابع، الذي توج بانتخاب وهبي أمينا عاما للحزب، خلفا لحكيم بنشماش، يرجح إمكانية تحالف الحزبين لخوض غمار انتخابات 2021.

ورغم تقرب وهبي من قيادات البيجيدي ونزار بركة الذي يوجه إشارات مشفرة في مناسبات عديدة منتقدا حزب المصباح، إلا أن التحالف بين الحزبين سيشكل فرصة أكبر لمواجهة الحزب الإسلامي.

ويتريث إسلاميو العدالة والتنمية عادة في إطلاق إشارات تقارب نحو أحزاب سياسية قريبة منهم، وذلك رغم تصريحات بين قادته وقيادات من أحزاب أخرى، يتم الترحيب من خلالها بإمكانية تشكيل نواة تحالف حكومي مقبل، إلا أن حزب المصباح يحسم الأمور عادة بعد فوزه بالانتخابات وإمساكه عصى سحرية تشتغل تارة وتكسر طموحاته تارة أخرى.