"وحيداً مرغماً على فراق أهلي بدون عناق والدموع فوق خد والدتي، توجهت للمستشفى لتلقي العلاج بعد تبوث إصابتي بفيروس كورونا المستجد، كانت لحظة صعبة جدا" بهذه الكلمات اختار مروان ابن مدينة هرهورة الخوض في قصة المواجهة مع الفيروس الغير مرئي الذي فتك بالعشرات في المغرب و الآلاف عبر العالم .
الصدمة
مروان شاب عشريني شاءت الأقدار أن يلتقي بصديقة له،تبثت إصابتها بالفيروس التاجي، ليتوجه من أجل إجراء اختبار كان إيجابيا وصار مصابا بفيروس "الموت"، كما يصفه المصاب .
ويحكي المتحدث لـ"بلبريس"، "لم أكن أتوقع يوما أن أكون مصابا بالفيروس، إيجابية التحاليل كان خبرا صادما بالنسبة إلي وعائلتي الصغيرة وكذلك الأصدقاء باعتباري مصابا بالسكري وكان الجميع يرى في وفاتي مسألة وقت ليس إلا، انطلاقا من التقارير الإخبارية التي تتحدث عن قلة حظوظ المصابين بالأمراض المزمنة من النجاة من قبضة الفيروس".
تعامل "حسن"
المصاب بـ"كورونا" يشيد بحسن التعامل داخل المستشفى، قائلا " كان التعامل جيدا من قبل الأطر الصحية، كنت أحس بنفسي في منزلي ووسط عائلتي، ولكن بدون أن تفارقني فكرة الموت غدا أو بعد غد بسبب مرض السكري وفيروس "كورونا" الذي يتغول داخل جسمي".
فرحة "اللاعدوى"
قد تكون عدوى الأهل بـ"كورونا" أكثر صعوبة من الإصابة بالفيروس التاجي، إلا أن مروان يؤكد خلو أسرته من الفيروس "لحسن الحظ أنه لا فرد من عائلتي، أصيب بالفيروس المستجد"، مستغربا في نفس الوقت "الغريب في الأمر أن زوج أختي سبق وأن شربنا من كوب واحد لأكثر من مرة ولكن لم يصب بـ"كورونا" وهو الأمر الذي يحيرني دائما، ولكن نجت عائلتي من الإصابة وهو أمر مفرح بالنسبة إلي ".
رقم ضمن الوفيات
مروان قاوم الفيروس ولم ينكر دعم والدته إليه، في عز المحنة التي تعانيها الأم كذلك وفلدة كبدها يواجه فيروسا فتك بعشرات الألاف عبر العالم "كانت اتصالات والدتي لا تفارق هاتفي، في محاولة منها لنزع الخوف الذي بات سجينا لأفكاري والوفيات التي تزداد يوما بعد يوم"، واصفا حالته النفسية يقول "في نفسي أقول أن يوم غدا سأكون رقما يعرضه محمد اليوبي على المغاربة، هكذا كنت أفكر في الموضوع ولم أكن أقوى على نزع كوابيس الرعب من مخيلتي"
يوضح مروان، أن إصابته بالسكري، كانت تفرض على الأطقم الطبية بالمستشفى مراقبة الدم باستمرار مخافة مضاعفات قد تودي إليه إلى الأسوء "وفي كل يوم كان الأطر الصحية، يراقبونني ويأخدون الدم من جسدي من أجل الإطمئنان على حالتي الصحي ولاسيما بسب مرضي المزمن ".
الكلوروكين.. المعاناة
العشريني ابن هرهورة ومثله مثل العشرات من المصابين عانى من التأثيرات الجانبية للبروتوكول الصحي التي اعتمدته وزارة ، ويقول في حديثه لـ"بلبريس" "الكلوروكين كان مفعوله قويا جدا، وأثاره الجانبية تتمثل في القيئ والقلة النوم بالإضافة لصعوبة في الرؤية وهو الأمر الذي يزيد الأمر تعقيدا، ومرت خمسة عشر يوما في المستشفى صعبة جدا ولم أكن أتوقع يوما أن أكون في هذا الموقع في مواجهة فيروس غير مرئي".
"لم أكن أنم في الليل، إلا بإستعمال أدوية تساعدك على ذلك بفعل التأثيرات الجانبية لـ"الكلوروكين" الذي كنا نتواله كل يوم، سعيا لمنع انتشار الفيروس داخل الجسم" وفقا لوصف المتحدث .
ترقب و"خوف"
"يوم بدون نوم ولا غفلة" هكذا يصف مروان كيف قضى الفترة التي كان ينتظر فيها الإعلان عن نتيجة الاختبار الثاني، قبل أن يتبين أنه انتصر على الفيروس الذي فتك بالعشرات من المواطنين المغاربة، بالرغم من إصابته المسبقة بداء السكري المزمن .
"الانتصار"
ويحكي مروان لحظة إخبار أسرته "كانت فرحة لا توصف، وأنا أتصل بوالدتي لأخبرها بشفائي من الفيروس، وأنني متوجه إلى فندق بالرباط من أجل الحجر الصحي" مضيفا "كانت صدمة مفرحة لوالدتي والدموع لم تفارق أعينها في اتصال بـ"الفيديو" ولكن دموع الفرحة، اختلفت كثيرا على الدموع التي فارقتني بهم في أول مرة أشد الرحال للمستشفى في مواجهة "كوفيد19 " .