المغرب يُطلق تعاونًا إقليميًا مستدامًا في مجال الصيد البحري: بعثة علمية ومنتدى مهني مع البنين - صور

أطلق المغرب تعاونًا إقليميًا مستدامًا في مجال الصيد البحري ، حيث قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، في هذا الصدد بزيارة إلى كوتونو في 15 فبراير 2024، بدعوة من وزير الفلاحة والثروة الحيوانية والثروة السمكية في البنين، غاستون كوسي دوسوهوي، بمناسبة حفل الإطلاق الرسمي للمهمة العلمية للنظام الإيكولوجي في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنين، التي سيجريها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، وتنظيم منتدى الصيد البحري المغربي-البنيني حول "أولويات التعاون الثنائي لتطوير قطاع الصيد البحري". ورافقه خلال الزيارة وفد مغربي مهم، يضم العديد من المسؤولين من إدارة الصيد البحري وممثلي مهنيين من البنين.

 

 

تنظيم منتدى الصيد البحري بين المغرب والبنين لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمار في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية

 

تندرج عملية التنقيب العلمية في إطار تنزيل مضامين مذكرة التفاهم الموقعة بين وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المغربي ونظيره البنيني وزير الفلاحة والثروة الحيوانية والصيد البحري في 30 يناير 2023، خلال المؤتمر رفيع المستوى لمبادرة الحزام الأزرق.

سيتم القيام بالحملة الاستكشافية الأوقيانوغرافية والسمكية في المياه البحرية للبنين باستخدام سفينة الأبحاث الجديدة "الحسن المراكشي" التابعة للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري في الفترة من 15 إلى 22 فبراير 2024، وعلى متنها 33 شخصًا، من بينهم 19 فردًا من طاقم السفينة، و7 علماء مغاربة من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري و6 علماء من البنين.

سفينة الأبحاث المغربية "الحسن المراكشي" تطلق حملة تنقيب عن الثروة السمكية في المياه بالبنين

 

صُممت سفينة الحسن المراكشي لتكون منصة بحث ومراقبة أوقيانوغرافية متطورة ومتعددة التخصصات، ومجهزة بمختبرات متعددة الوظائف في الصوتيات وعلم المحيطات والهيدروغرافيا والبيولوجيا البحرية، لدراسة جميع مكونات النظام البيئي البحري. ويشمل ذلك تقييم وفرة الأرصدة البحرية السطحية الصغيرة والقاعية، فضلاً عن الدراسات الأوقيانوغرافية والبيئية للمنظومة البيئية البحرية. وسيتم إجراء جميع هذه الدراسات لصالح البنين، بهدف الإدارة المستدامة لمواردها السمكية.

ونظرا لأهمية مبادرة التعاون هذه، الواسعة النطاق وغير المسبوقة، كانت حكومة جمهورية البنين ممثلة بقوة في الحفل، بحضور العديد من الوزراء والمسؤولين من السلطات المحلية والمنظمات الإقليمية والسلك الدبلوماسي.

الصديقي في جولة داخل السفينة مع وزير الفلاحة والثروة الحيوانية والثروة السمكية في البنين و الوفد المرافق لهما

 

تميزت هذه الزيارة بتنظيم منتدى الصيد البحري المغربي البنيني حول موضوع "أولويات التعاون الثنائي لتنمية قطاع الصيد البحري كقاطرة للاقتصاد الأزرق". وتعكس هذه المبادرة الرغبة القوية في تعزيز التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية البنين، من خلال تعزيز الاقتصاد الأزرق، كرافعة استراتيجية للنمو والتنمية الاجتماعية والاقتصادية على المستويين الوطني والإقليمي.

وشكل منتدى الصيد البحري المغربي-البنيني، الذي ترأسه كل من وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المغربي ووزير الفلاحة والثروة الحيوانية والصيد البحري لجمهورية البنين، فرصة لتبادل الآراء بين المسؤولين في قطاع الصيد البحري والاقتصاد الأزرق، بهدف تسريع وتيرة التعاون في هذه المجالات الاستراتيجية بالنسبة للبلدين. وتم إجراء حوارات حول طموحات الشراكة، أعقبتها تبادلات تقنية وعلمية، تم تنظيمها في مجال الأعمال بين الشركات وبين الفاعلين والمستثمرين المغاربة والبينينيين في مجال صيد الأسماك وتثمين وتربية الأحياء المائية والمجال الصحي، من أجل تسهيل الشراكات والمشاريع الاقتصادية في مجال الصيد البحري.

ومن أجل تنمية اقتصادها الأزرق، تعمل البنين، بشكل ثنائي مع المغرب، على إنشاء ديناميكية ملموسة ومشتركة في إطار استدامة قطاع الصيد البحري.

يندرج التوقيع على الاتفاقية الإطار بين المغرب والبنين في إطار الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون في مختلف المجالات المتعلقة بالصيد البحري. ويشمل التدريب والبحث العلمي والتقني ورصد ومراقبة أنشطة الصيد البحري. وسيتم وضع برامج مشتركة في التكوين، إلى جانب التدريب وتبادل الخبرات. كما يشمل هذا التعاون البحث العلمي الذي يهدف إلى الإدارة المستدامة لموارد مصايد الأسماك، فضلاً عن تبادل الخبرات في مجال تجهيز وتسويق واستغلال المنتوجات البحرية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إرساء تعاون إداري لمكافحة الصيد غير القانوني وغير المصرح به وغير المنظم وضمان السلامة في البحر، كما سيتم تشجيع الشراكات بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين.

فيما يخص اتفاقية التعاون في مجالات الفلاحة والثروة الحيوانية، تهدف إلى وضع إطار متين للتعاون بين المغرب والبنين. وتشمل مجالات التعاون، التكوين المهني الفلاحي، تطوير الصناعات الغذائية، التدبير العقلاني لمياه السقي، والحفاظ على التربة بصفة مستدامة. كما أن اتخاذ تدابير فيما يخص الصحة النباتية والصحة الحيوانية تندرج ضمن الأولويات، كما هو الشأن بالنسبة للبحث والتنمية الفلاحية. وتشمل الأنشطة المبرمجة، دراسات استقصائية وندوات وورشات عمل ومعارض وبرامج تعليمية وزيارات دراسية، فضلاً عن تبادل الخبراء والتقنيات لتعزيز التعاون المثمر والمفيد للبلدين.
وينبغي التأكيد على أن مبادرة التعاون جنوب-جنوب هذه تتماشى مع توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بشأن أهمية الانفتاح على الساحل الأطلسي لإفريقيا، وتعزيز تنمية قطاع الصيد البحري الإقليمي الموجه نحو اقتصاد أزرق مستدام.

وهكذا، فقد دعا جلالته في خطابه بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، في 6 نونبر 2023  "غايتنا أن نحول الواجهة الأطلسية ، إلى فضاء للتواصل الإنساني ، والتكامل الاقتصادي ، والإشعاع القاري والدولي" وحث على تنمية "  اقتصاد متكامل قوامه، تطوير التنقيب عن الموارد الطبيعية في عرض البحر؛ ومواصلة الاستثمار في مجالات الصيد البحري ؛ وتحلية مياه البحر، لتشجيع الأنشطة الفلاحية، والنهوض بالاقتصاد الأزرق ، ودعم الطاقات المتجددة".


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.