حصار باريس - ثورة الفلاحين بفرنسا وتأثيرها الاقتصادي على المغرب

في وقت تشهد فيه فرنسا زخما متزايدا لـ"احتجاجات الفلاحين"، تثير هذه الأحداث نقاشا حول تأثيرها على المصدرين المغاربة.

أكد حسن السنتيسي، رئيس الجمعية المغربية للمصدرين لمصادر إعلامية، أن هذه "الاحتجاجات لا تؤثر على المصدرين المغاربة"، موضحا أن الأوضاع الحالية لا تزال خارج تأثير الاقتصاد المغربي حتى الآن، وأن تداعيات هذه الأزمة ليست لها تأثير.

وتأتي "مبادرة الأطلسي" في هذا السياق كاستراتيجية اقتصادية واعدة، تهدف إلى تعزيز الصادرات المغربية نحو القارة الأفريقية، وهو ما يؤكده الخبير الاقتصادي، عمر الكتاني، الذي يدعم هذا التوجه ويعزز رؤية المملكة الاقتصادية تجاه دول الساحل. مشيرا، إلى أن "القطاع الفلاحي يمنحنا فرصة لبناء علاقات مع دول خارج الاتحاد الأوروبي".

ثورة الفلاحين بفرنسا

في باريس، بعد فترة هدوء نسبي في نهاية الأسبوع الماضي على جبهة الاحتجاجات، يخطط المزارعون لاتخاذ إجراءات أكثر تصعيدًا للضغط على الحكومة الفرنسية، حيث يعتزمون حصار العاصمة بواسطة جراراتهم اعتبارًا من الساعة الثانية بعد ظهر اليوم الاثنين، ولفترة غير محددة.

أعلن الاتحاد الوطني للنقابات الزراعية والمزارعين الشباب، الذي يمثل غالبية المهنة على المستوى الوطني، عدم رضاه عن تصريحات المسؤولين وإصراره على متابعة المظاهرات. وأكدوا أن حصار العاصمة سيشمل 8 نقاط على الطرق السريعة المؤدية إليها.

اتحادات المزارعين في أوروبا يهدد بمزيد من التصعيد (الأوروبية)

 

في حديثه لمصادر إعلامية، أوضح رئيس الاتحاد الزراعي الفرنسي، أرنو روسو، أن "التعبئة لا تزال مستمرة، واتخذنا قرارا بالإجماع لمواصلتها". وأضاف أن "الحكومة لم تهدئ غضب المتضررين، وتصريحات رئيس الوزراء الجديد غابرييل أتال ليست كافية، ولم تجب على كل مطالبنا".

وأكد أن التحرك لن يقتصر على حواجز الطرق السريعة فقط، بل سيشمل الدوارات الرئيسية والمحال التجارية الرئيسية وغيرها، للضغط إلى أقصى الحدود.

في هذا السياق، أعلن وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، أنه سيتم اتخاذ التدابير اللازمة، بما في ذلك "إجراءات دفاعية لمنع أي عرقلة" من قبل المزارعين على الطرق السريعة.

وأضاف أنه لا ينبغي على الشرطة "التدخل في نقاط الحواجز، بل تأمينها"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى التدخل في حال حدوث أضرار أو هجمات من قبل الشاحنات الأجنبية واعتقال الذين لا يمتثلون للأوامر.

 

الإضرابات والاحتجاجات تثير مخاوف من استغلال اليمين المتطرف للأجواء (الأوروبية)

 

من المتوقع أن يشهد الاحتجاج تعبئة ما لا يقل عن 15 ألف رجل شرطة ودركي في جميع المدن الفرنسية، بالإضافة إلى نشر العربات المدرعة في المطارات الإقليمية وأسواق التوريد الرئيسية.

وتأتي هذه الأحداث، في سياق احتجاجات يومية للمزارعين في دول أوروبية أخرى، حيث يعبر العمال في قطاع الزراعة عن استيائهم من ارتفاع تكاليف الإنتاج والمعايير البيئية والوقود والمنافسة غير العادلة.

تتميز أوروبا بثورة الفلاحين، حيث تظهر بوادر الغضب في عدة دول، من هولندا إلى ألمانيا وبلجيكا ورومانيا وبولندا وبلغاريا وسلوفاكيا، مع تصاعد الانتقادات لسياسات الاتحاد الأوروبي بشأن الزراعة والتجارة الحرة.

مزارعون بجوار لافتة كتب عليها "نهايتنا ستكون جوعك" على الطريق السريع، شمال باريس (أسوشيتد برس)