رجالات مونديال روسيا 2018: 2- خط دفاع أسود الأطلس

محمد الشنتوف*

بعد 20 عاما من الغياب، عاد المنتخب الوطني ليكتب التاريخ مجددا في ذاكرة المونديال من بوابة روسيا، مجد كتبته أقدام رجالات أبوا إلا أن يحفروا أسمائهم في قلوب المغاربة، بعد سلسلة من الانكسارات وخيبات الأمل، إذ أن جيلين تجرعا مرارة الإخفاقات على مختلف الواجهات لعقدين من الزمن.

في هذه السلسلة التي اخترنا لها عنوان ” رجالات المونديال ” على “بلبريس”، سنسلط الضوء على مختلف الفعاليات التي حققت هذا الإنجاز الذي أسعد قلوب المغاربة، وسنتعرف عليهم أكثر، وبطريقتنا الخاصة سنشجع منتخبنا من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في المونديال القادم، “لأن المستحيل، ما كان ولن يكون مغربي أبدا".

رجالات مونديال روسيا 2018″ :-1- العميد بن عطية .-

تعرفنا في العدد الماضي من "رجالات المونديال" على مسيرة اللاعب المتألق " المهدي بن عطية"، الذي يقود أقوى دفاع في العالم خلال الإقصائيات المؤهلة لمونديال روسيا، بعدما لم تتلقى شباك عرين الأسود أي هدف طيلة المباريات الست المعبدة للطريق إلى العاصمة موسكو، وإلى جانب بن عطية، يؤازره في خط الدفاع كل منرومان غانم سايس، مانويل داكوستا، أشرف حكيمي، نبيل درار، حمزة منديل.

رومان غانم سايس

ولد الاعب رومان غانم سايس بالديارالفرنسية في 26 مارس 1990، يحمل الجنسيتين الفرنسية والمغربية، صال وجال في الملاعب الأوربية، بداية من نادي أولمبيك فالنس الذي انطلقت مسيرته معه في 2011، منتقلا بعد ذلك في عقد احترافي امتد لثلاث سنوات إلى نادي كليرمونت الذي لعب له 48 مباراة، وسجل هدفا وحيدا، معرجا بعد ذلك على الفريق الذي لعب له موسمين، بما مجموعة 63 مباراة مسجلا ثلاث أهداف.

معطيات تؤكد أن اللاعب رومان سايس يزاوج ما بين المهارات الدفاعية وإمكانية التسجيل كذلك في الهجوم، تألق لم يتوقف في الديار الفرنسية، بل واصله في الدوري الإنجليزي مع فريق وولفرهامتن الذي فاز معه بلقب الدوري الإنجليزي في قسمه الأول ” التشامبيونشيب” بعدما تمكن من اعتلاء صدارة الدوري.

دوليا اختار المدافع رومان سايس اللعب في صفوف المنتخب الوطني رغم حمله للجنسية الفرنسية، واستجاب لدعوة وجهها له الناخب الوطني رشيد الطاوسي ليشارك في مباراة ودية ضد منتخب الطوغو في 14 نونبر 2012، وغاب لما يقارب الثلاث سنوات، ولم يعد إلا في مباراة الرأس الأخضر مستجيبا لدعوة المدرب هيرفي رينار في إطار إقصائيات أمم افريقيا 2017.

وأكد اللاعب رومان سايس في حوار أجراه مع صحيفة " فرانس فاتبول" أن مهمة المنتخب الوطني بمونديال روسيا صعبة حقا بالنظر إلى طبيعة و مكانة المنافسين في الساحة الكروية أوروبيا و عالميا، لكنه أكد أن المنتخب قادر على المنافسة و الضفر ببطاقة المرور إلى الدور الثاني من المونديال.

مانويل داكوستا

ولد اللاعب مانويل مروان دا كوستا في 6 ماي 1986، في سانت ماكس بفرنسا، يحمل 3 جنسيات، فرنسية ومغربية وبرتغالية، توج مسيرته الكروية بعدة ألقاب، بداية مع نادي نانسي الذي فاز معه بكأس فرنسا سنة 2006، مرورا بإندهوفن في الدوري الهولندي الذي فاز معه بلقب الدوري الهولندي الممتاز سنة 2007، وصولا إلى اوليمبياكوس باليونان الذي فاز معه بلقبي الدوري في سنتي 2016 و2017 ، و إجمالا لعب لثمان دوريات أوروبية مختلفة، و هي " البرتغالي، الفرنسي، الإيطالي، الروسي، الهولاندي  اليوناني، التركي، والإنجليزي  "

قبل الحسم في اختيار المغرب، لعب دا كوستا للمنتخب البرتغالي لأقل من 21 سنة، ووجهت له دعوة من قبل لويس فيليبي سكولاري للعب في المنتخب البرتغالي خلال التصفيات المؤهلة لبطولة كرة القدم الأوروبية عام 2008، لكنه لم يشارك في أي مباراة رسمية للبرتغال، مما اعتبره اللاعب دا كوستا تجاهلا برتغاليا، وعبر عن استعداده للعب مع الكتيبة الوطنية التي تواصلت معه، ووجهت له دعوة رسمية من طرف المدرب بادوا الزاكي في 23 ماي 2014، وفي 27 مارس 2017، تمكن من تسجيل أولى أهدافه مع المنتخب الوطني في شباك أوزباكيسان استعدادا لمونديال روسيا.

أشرف حكيمي

ثالث أصغر لاعب في مونديال روسيا، من مواليد نونبر 1998، نجم مغربي دخل تاريخ التألق في عالم المستديرة من بابه الواسع، بعدما سجل في مرمى إشبيلية في 9 دجنبر 2017، كأول لاعب عربي وافريقي يسجل بقميص فريق العاصمة الاسبانية ريال مدريد، من مواليد 4 نونبر 1998، كما أنه أول لاعب مغربي يحمل درع بطولة دوري أبطال أوروبا، بعد فوز الريال على فريق الريدز بالعاصمة الأكرانية كييف بنتيجة 2 مقابل 1 .

ويلعب كمدافع متقدم، ظهير أيمن، سجل أولى أهدافه الدولية مع المنتخب الوطني المغربي في المباراة التي جمعت الأسود بمنتخب مالي والتي انتهت ب 6 نظيفة لصالح المنتخب المغربي، ضمن المباريات الاقصائية لمونديال روسيا، يشارك  في مونديال روسيا إلى جانب دفاع من أقوى خطوط الدفاع في العالم بعدما نجح في حماية شباك عرين الأسود من تلقي الأهداف طيلة المباريات الستة المؤدية إلى روسيا ذهابا و إيابا، بقيادة العميد المخضرم المهدي بن عطية لاعب يوفنتوس الإيطالي.

نبيل درار

مدافع ظهير أيمن عرف بالأداء القتالي والشجاعة في الدفاع على قميص أسود الأطلس، حتى أضحى محط اهتمام بالغ في التشكيلة الرسمية المتوجهة صوب روسيا لخوض غمار المنافسة، ترعرع في طفولته بمدينة الدار البيضاء قبل أن يتوجه صوب الديار البلجيكية بعد وفاة والده، مما جعله يتحمل مسؤولية إعالة والدته مند الطفولة.

ولد اللاعب نبيل درار في سنة 1986 بالدار البيضاء، يحمل الجنسيتين المغربية و البلجيكية، وجاور مجموعة من الأندية الأوروبية، من أبرزها نادي كلوب بروخ الذي سجل معه ما يفوق 18 هدفا في الدوري البلجيكي، ونادي موناكوا في فرنسا الذي  حقق معه الصعود إلى قسم الأضواء.

وتمكن اللاعب نبيل درار من حجز بطاقته ضمن اللاعبين اللذين سيدافعون عن قميص الأسود بروسيا، بعدما كان مهددا بالغياب بسبب الإصابة، حيث غاب عن وديتي سلوفاكسا واستونيا، كما سبق له أن حمل قميص الأسود في عدة مناسبات أبرزها كأس أمم إفريقيا بالغابون.

حمزة منديل

يلعب اللاعب حمزة منديل كمدافع ظهير أيسر، عرف بصلابته الدفاعية، إضافة إلى قيامه بأدوار هجومية نظرا لامتيازه بالسرعة والقتالية، ولد في 22 أكتوبر 1997، تتلمذ في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وترعرع في مدينة الدار البيضاء التي ولد بها من أب إفواري وأم مغربية، يلعب حاليا لنادي ليل الفرنسي مند 2016.

اختار اللاعب حمزة منديل اللعب مع الكتيبة الوطنية بدل الافروارية، و لعب أول مباراة له مع المنتخب الوطني في مباراة ساو تامومي عن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017، و استطاع أن يبصم على مسيرة كروية ناجحة رغم صغر سنه، حيث تمكن من إقناع المدرب هيرفي رينار الذي نادى عليه في منافسات أمم إفريقيا بالغابون، و كان ضمن التشكيلة المثالية، كما سيحمل القميص الوطني في مونديال روسيا القادم، من بين أصغر اللاعبين في البطولة عن عمر يناهز 20 سنة فقط.

بعد هذه الرحلة القصيرة مع لاعبي خط المنتخب الوطني، جاز لنا أن نطمئن على عرين شباك أسودنا بالمونديال، خاصة أن المنتخب الوطني سيواجه عمالقة اللعبة في أوروبا وعملاقا من عمالقتها في آسيا، لا أحد يمكن أن ينتقص من خصوم المنتخب،سواء تعلق الأمر بالمنتخب الإيراني، البرتغالي، أو الاسباني، لكن لا أحد يمكنه كذلك أن يستصغر من قيمة لاعبي المنتخب، ونخص بالذكر في هذه الأسطر، لاعبي خط الدفاع اللذين أبانوا عن علو كعبهم محلسا مع فرقهم و قرايا مع المنتخب، و بدون شك سيقولون كلمتهم عالميا بعد أيام في روسيا.

*صحفي متدرب .