طرد رونالدو… بطاقة حمراء تُنهي 226 مباراة من الانضباط الدولي

شهدت مباراة أيرلندا ضد البرتغال، التي أُقيمت مساء الخميس، ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026، حدثاً استثنائياً في مسيرة كريستيانو رونالدو الدولية.

قائد المنتخب البرتغالي بدأ المواجهة أساسياً، لكنه لم ينجح في تغيير مجرى اللقاء الذي حسم الأيرلنديون شوطه الأول بهدفين دون رد. وفي الدقيقة 59، وجّه رونالدو ضربة بالمرفق إلى ظهر المدافع الأيرلندي دارا أوشي دون كرة، ليسقط الأخير أرضاً، ويحتسب الحكم خطأ مع بطاقة صفراء لـ”الدون”.

غير أنّ إشارة من حكم الفيديو المساعد دفعت الحكم لمراجعة اللقطة. وبعد العودة إلى الشاشة الجانبية، ألغى الحكم البطاقة الصفراء، قبل أن يشهر بطاقة حمراء مباشرة في وجه صاحب الأربعين عاماً، ليترك منتخب بلاده منقوصاً في وضعية حرجة وهو متأخر بثنائية.

ووفقاً لشبكة “أوبتا” للإحصائيات، فإن هذا الطرد يُعد الأول في تاريخ رونالدو الدولي مع البرتغال خلال ظهوره رقم 226، ليشكل منعطفاً غير مسبوق في مسيرة اتسمت بالانضباط.

طرد يلوث مسيرة منضبطة

يُعد كريستيانو رونالدو أحد أكثر اللاعبين حضوراً وتأثيراً في تاريخ كرة القدم الدولية، ولم يقتصر تميزه على أرقامه التهديفية القياسية، بل شمل أيضاً انضباطاً لافتاً داخل الملعب، رغم كثافة مشاركاته وطول مسيرته.

فالنجم البرتغالي، الذي خاض 225 مباراة دولية قبل مواجهة أيرلندا، يمتلك سجلاً انضباطياً مميزاً؛ إذ لم يحصل سوى على 32 بطاقة صفراء فقط، وهو رقم يعكس طبيعة لعبه القائمة على السرعة والمهارة أكثر من الاندفاعات البدنية.

وكان لافتاً أنه، رغم احتكاكاته المستمرة بمدافعي الخصوم وتعرضه المتكرر للاستفزازات، حافظ على هدوئه وتوازنه في معظم المناسبات، ما سمح له بالاستمرار في الملاعب الدولية دون عقوبات قاسية طيلة عقدين من الزمن.

كما يُظهر سجل إنذاراته في مختلف المحطات—بين التصفيات والبطولات الكبرى—أنه لاعب يعرف متى يتدخل ومتى يتجنب التوتر، وهي صفة نادرة لدى نجوم الصف الأول الذين يعيشون تحت ضغط دائم من الجمهور والإعلام.

هذا الاتزان كان أحد أسلحته الخفية، ومنح المنتخب البرتغالي حضوراً دائماً لهدافه التاريخي في معظم المواعيد الكبرى، قبل أن يتعرض للطرد النادر ليلة أمس في سن الأربعين.

سيناريو معاكس مع الأندية

ورغم سجله “النظيف” تقريباً مع المنتخب، يبدو المشهد مختلفاً عند مراجعة مسيرة رونالدو مع الأندية. فقد نال 12 بطاقة حمراء عبر أكثر من 1000 مباراة خاضها مع سبورتينغ لشبونة ومانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس والنصر.

ورغم أن الرقم قد يبدو مرتفعاً مقارنة برصيده الدولي، فإنه يبقى محدوداً بالنظر إلى طبيعة الدوريات الكبرى التي لعب فيها، وما تتسم به من احتكاكات بدنية عالية وسرعة كبيرة في الإيقاع.

وخلال مسيرته مع الأندية، وجد رونالدو نفسه مراراً في مواقف تتطلب تحديات بدنية أو ردود فعل انفعالية، خاصة في بيئات تنافسية شرسة كالدوري الإنجليزي والليجا، ما جعل احتمالات الطرد أكبر مقارنة بالمباريات الدولية.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *