الرجال مواقف، وقيمة هذه المواقف تتجلي زمن الأزمات وقت مواجهة الرجال أمواجا عاتية وحيدين ،كلام ينطبق عن خرجة الوزير الحسن السعدي الأخيرة، التي دافع فيها عن عزيز اخنوش في سياق يواجه فيه رئيس الحكومة حملات تشهير
وقذف واتهامات شرسة يصعب تفكيكها او فهم أسبابها ومصادرها وأبعادها .
ففي مقال بعنوان « كلمة حق » يحمل الكثير من الدلالات والمعاني والرسائل، خرج الوزير السعدي من دائرة الصمت ليدافع بصوت مرتفع عن عزيز اخنوش كونه ليس الوحيد عن كل مآسي المغرب الاجتماعية والاقتصادية ، رافضا تحميل
الحكومة الحالية وحدها مسؤولية الأوضاع الحالية، معتبرا ذلك ‘’تحويرا للنقاش الحقيقي ‘’ و’’تضليلا للرأي العام’’، و’’عدم انصاف لمجهودات اخنوش و تبخيسا لما قامت به لحكومته’’ في ظروف سياسية واقتصادية ومناخية واجتماعية صعبة.
ومضيفا أن احتجاجات جيل Z « أمر طبيعي ومشروع في مسار ديمقراطي اختاره المغرب بإرادته منذ سنوات » مشددا على ان مطالب هذا الجيل بشروط العيش الكريم المرتبطة بالصحة والتعليم والعيش الكريم ومحاربة الفساد تبقى « قضايا حقيقية يجب الإصغاء إليها والتفاعل معها »، وعلى الحكومة ان تتفهم هذه المطالب الشبابية التي هي اليوم مطالب لكل شباب العالم بعد ان وحدت العولمة قيم الشعوب وحولت العالم لقرية صغيرة ، وحولت شباب الشعوب بالعالم لطاقات متمردة على التهميش وعلى الفساد بكل اشكاله، ومتشبثة سياسات حكومية عمومية تضمن العيش الكريم و حرية التعبير.
يتفق الوزير الشاب السعدي مع مطالب جيلZ المشروعة ، لكنه ضد استغلال هذه المطالب الشبابية لتصفية حسابات سياسية ضيقة ،أو للمساس بمؤسسات منتخبة وتبخيس مجهودات رئيس حكومة المنتخب ديمقراطيا ، لان الاستغلال السياسوي لهذه المطالب هو في العمق تحويرا للنقاش الحقيقي ،وتضليلا للرأي العام ونسفا لمجهودات الحكومة خصوصا وانها حكومة أفرزتها الشرعية الانتخابية وصناديق انتخابات 2021.
وعلى هذا الأساس فعزيز أخنوش وهذه الحكومة يقول السعدي’’ ليسوا أصل المشكل ومن الحيف أن نحملهم مسؤولية تراكمات سنوات من ضعف التنمية، بل هم جزء من الحل وهو ما آمن به المغاربة حينما اعطوا لهذه الحكومة شرعية الصناديق سنة 2021. ‘’
مضيفا ان : ‘’مشاكل التنمية وتراكمات قطاعي الصحة والتعليم ومحاربة الفساد عمرت لسنوات، وهذه الحكومة تملك الإرادة لإصلاحها ضمن رؤية إصلاحية متدرجة. ومن يحاول إقناع الشباب بأن أصل الأزمة هو الحكومة فقط، فإنه يضلل الرأي العام ويحاول تمرير أجندات سياسية ضيقة.’’
مشددا انه اشتغل عن قرب مع رئيس الحكومة، و’’أشهد بصدق على وطنيته، وحبه لملكه، وحرصه على خدمة بلاده. لذلك أجد من واجبي أن أدافع عنه بكل قناعة ، وأن أرفض الانخراط في مؤامرة الصمت تجاه هذه الحملات المجانية التي يتعرض لها منذ دخوله معترك السياسة والتي لا تخدم لا الشباب ولا الوطن.’’
مختتما مقاله :’’التاريخ يسجل، والمغاربة أذكياء بما يكفي للتمييز بين المطالب الاجتماعية المشروعة، وبين من يحاول استغلالها للإساءة إلى مؤسسات الدولة ورجالاتها. وأنا فخور بأنني كنت وسأظل إلى جانب هذا الرجل الوطني الذي اختار التضحية والعمل داخل المؤسسات من أجل مغرب أفضل.’’إنجازات إيجابية وأخرى سلبية
قد نختلف او نتفق مع مضامين مقال الحسن السعدي حول دفاعه عن اخنوش، لكن يجب الاعتراف بشجاعة هذا الوزير الشاب الذي يرفض صمت المؤامرة داخل حزبه او داخل الأغلبية الحكومية بعدم الخروج للدفاع عن هذا الرجل ،والدفاع عن إنجازات حكومته ، صمت رهيب وغير مبرر ……لا الوزراء التجمعيين ولا أعضاء المكتب السياسي ولا رؤساء الفريقين بالبرلمان ولا برلماني مجلس النواب والمستشارين ولا رؤساء الجهات والجماعات الترابية والاقاليم والعمالات ، ولا روافد الحزب من منظمات المراة والاساتذة الجامعيين ووووووو … قاموا للرد على ما يتعرض له رئيىسهم عزيز اخنوش من هجومات وتشهير وقذف … كلهم التزموا الصمت ،،،،،لم ينددوا بالمؤامرة التي تستهدف اخنوش الذي له إنجازات إيجابية واخرى سلبية،،،،،،لتبقي بذلك خرجة السعدي للدفاع عن اخنوش وقول كلمة حق في شأنه ، ورافضا في نفس الوقت مؤامرة الصمت الاستثنائية في زمن سياسي ردئ انعدمت فيه قيم الصدق الوفاء والاخلاص وثقافة الاعتراف.