اعتبر إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن الدخول الاجتماعي والسياسي لهذه السنة سيكون استثنائياً بكل المقاييس، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تحمل خصوصيات دقيقة تتطلب تحكيم العقل والمنطق في تدبيرها.
وقال لشكر، خلال المؤتمر الإقليمي للاتحاد الاشتراكي بطنجة مساء الجمعة، إن المغرب مقبل على دخول سياسي حاسم، يتقاطع فيه البعد الاجتماعي مع رهانات سياسية واستراتيجية كبرى، في مقدمتها قضية الصحراء المغربية التي وصفها بـ”المقبلة على لحظة تاريخية فارقة”.
وأوضح المسؤول الحزبي أن خمسة وعشرين عاماً من قيادة الملك محمد السادس لمعركة الوحدة الترابية أثمرت الكثير من المكاسب الدبلوماسية، حيث انتقل المغرب من مرحلة العزلة والصعوبات داخل المحافل الدولية إلى وضع قوي فرض نفسه، بعدما اقتنعت القوى الكبرى والفاعلون الدوليون بجدية ومصداقية مقترح الحكم الذاتي.
وأكد لشكر أن التطورات الراهنة في مجلس الأمن وما يصاحبها من دعم متزايد للموقف المغربي، تضع البلاد أمام فرصة تاريخية لقطع الطريق على أي محاولة لربط الحل بعقود أو أجيال قادمة، داعياً إلى تضمين الحكم الذاتي ضمن أي تعديل دستوري مستقبلي باعتباره الضامن لإنهاء النزاع المفتعل بشكل نهائي.
وأضاف أن المغرب لم يعد في موقع الدفاع، بل أصبح يقود زمام المبادرة، وهو ما يفرض الانتقال من مرحلة تثبيت الاعتراف الدولي إلى مرحلة التعاقد السياسي والمؤسساتي مع القوى الكبرى التي تمتلك حق “الفيتو”، والتي أعلنت بشكل واضح دعمها لمغربية الصحراء.
وشدد لشكر على أن المعركة لم تعد فقط دبلوماسية، بل باتت أيضاً دستورية وتنموية، مشيراً إلى أن أي حسم نهائي لقضية الصحراء سيفتح الباب واسعاً أمام تسريع المسار التنموي في البلاد، وطي صفحة النزاع بشكل لا رجعة فيه.